آراء وتحليلات

صحيفة: هل تواجه أوروبا أزمة ديمغرافية؟

قال إشان ثارور الكاتب الأميركي في صحيفة واشنطن بوست (Washington Post) الأميركية إن تيار أقصى اليمين في أوروبا لم يتوقف عن التحذير من أن القارة متجهة نحو ما يسميها بالكارثة بسبب ما يرى أنها “أزمة ديمغرافية”، في حين أن الصورة هي أكثر تعقيدا من ذلك.

وأضاف أن تيار أقصى اليمين يرى أن الكارثة قائمة بسبب تراجع معدل الولادات، وارتفاع نسبة الشيخوخة، وتقلص المجموعات السكانية، ويوجه سهام النقد اللاذع للتيار الليبرالي وللحركات المدافعة عن النساء، مؤكدا أنها هي المسؤولة عن “استبدال” المهاجرين الأجانب بالأوروبيين البيض.

وبحسب ثارور فإن الخبراء يرون أن الصورة هي أكثر تعقيدا مما يحاول اليمينيون تصويره، حيث إن الظروف التي تعيشها عدة دول أوروبية تتطلب استقطاب المزيد من المهاجرين من دول أخرى بغض النظر عن اعتراضات المناهضين للهجرة.

الهجرة ضرورة

وأكدت دوبرافكا سويكا، وهي أحد نواب رئيس المفوضية الأوروبية، في حوارها مع واشنطن بوست أن أوروبا -بشكل عام- تتقدم في السن خاصة مع ارتفاع متوسط العمر بمقدار 10 سنوات، مع ما يعنيه ذلك من إثقال كاهل الدول بخصوص الرعاية الصحية وأنظمة التقاعد.

وقالت سويكا إن أوروبا تطور أدوات جعل الاقتصاد والحياة الاجتماعية أقوى، كما أنها تدير سياسة الهجرة القانونية والتي من دونها لن تكون هناك أسواق عمل مستدامة “فتقبل بقدوم من لديهم الحق في طلب اللجوء، وتستبعد من ليس لهم الحق في ذلك”، على حد تعبيرها.

وشرحت المتحدثة أن العلاقة بين الديمقراطية وبين الديمغرافيا واضحة، على اعتبار أن المواطنين العاديين يتأثرون بالشعبويين وقد يصدقونهم، لذلك ترى أنه من واجب السياسيين النزول إلى الشارع والحديث إلى الناس ومحاربة الأخبار المضللة الكاذبة، ومواجهة الاتجاهات الداخلية المعادية للديمقراطية.

وفي ردها على سؤال حول التمييز الذي حصل بين أسلوب استقبال دول أوروبا للاجئين الأوكرانيين وقبلهم اللاجئين السوريين أوضحت في حوارها مع الصحيفة الأميركية أن أوروبا ملزمة بالتعامل مع جميع اللاجئين على قدر المساواة، وتمتيعهم بنفس الحقوق التي يتمتع بها الأوروبيون في التعليم والتوظيف والرعاية الصحية، مؤكدة أن هذا هو الدرس الذي تعلمه قادة أوروبا مما يجري.

 


مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى