الأخبار

طبيب موريتاني: مرض السيدا استفحل ونشب مخالبه في “كبد” مجتمعنا

أعلن الطبيب الموريتاني أبو يوسف محمدن إن داء السيدا منتشر في مجتمعنا أكثر مما يتوقع الجميع مشددا على أنه نشب مخالبه في “كبد” مجتمعنا من مختلف الفئات العمرية
وأوضح أنه منتشر في الشباب والكهول..في المثقفين وفي من هم دون ذلك..
مؤكدا أن طرق انتقال هذا الوباء معروفة لدى الجميع.. وموسومة لدى الغالبية بالرذيلة ولا شك أنها هي أهم مغذياته وإن كان  لدى مجتمعنا رافد إضافي ظاهره الطُّهر وباطنه القتل العمد!!
وهذا نص التدوينة التي نشرها الطبيب أبو يوسف على صفحته في الفيسبوك:
وَٱتَّقُواْ فِتْنَةً لَّا تُصِيبَنَّ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَآصَّةً ۖ وَٱعْلَمُوٓاْ أَنَّ ٱللَّهَ شَدِيدُ ٱلْعِقَابِ.
الشيء بالشيء يذكر..
في خضم الحديث عن جدري القرود والذي بدأ البعضُ يَجنيه ثمرةً لشذوذه وقذارته تذكرتُ “جدريا” آخرَ ينتشرُ في مجتمعنا بشكل مخيف، كنت قد بدأت في إعداد ملف تحقيقي عنه قبل سنواتٍ إلا أن عوارضَ وانشغالاتٍ حالت دون إتمامه ونشري له عموديا -للجهات الوصية-، وأفقيا -لعامة الناس- لتعم الفائدة المرجوة من ذلك..
عن مرض فقد المناعة المكتسب أتحدث..السيدا وما أدراكم ما السيدا..
قبل التخصص كنت طبيبا عاما معالِجا في مركز خاص بمتابعة مرضى السيدا..كان وقتها شبه ممول من هيئات دولية تتولى العلاج المجاني الكامل لكل مرتادي هذه المنشأة مع ترسانة لوجيستية مقبولة جدا..فحوصات دورية..صيدلية..حجز طبي لمن يعانون من مضاعفات..مطعم خاص ونظام غذائي غني بالمواد التي يحتاجها مثل هؤلاء النزلاء..واستشارات نفسية!!..
في أول أيامي في هذا المركز قلت في نفسي لماذا كل هذا الإنفاق على “مرض” ليس بذاك الإنتشار ..لكن سرعان ما تبدد الإستغراب وحلت محله غصة بل صدمة من هول ما رأيت!!، فبعد اطلاعي على قاعدة البيانات المتعلقة بالمرضى عرفت أن الداء قد استفحل ونشب مخالبه في “كبد” مجتمعنا..

لن أعطي أرقاما دقيقة -وهي عندي- فذاك -ربما- من شأن الجهات الرسمية وحدها..لكني أقول بمرارة أن الداء منتشر أكثر مما تتوقعون..وفي جميع شرائح المجتمع عكس ماتتوقعون!!
منتشر في الشباب والكهول..في المثقفين وفي من هم دون ذلك..
إن طرق انتقال هذا الوباء معروفة لدى الجميع..وموسومة لدى الغالبية بالرذيلة ولا شك أنها هي أهم مغذياته وإن كان  لدى مجتمعنا رافد إضافي ظاهره الطُّهر وباطنه القتل العمد!!
نعم القتل العمد..
وقفت على حالات موثقة لأزواج وزوجات يحملون الفيروس ويوزعونه في المجتمع بكثرةِ طلاقهم وزواجهم زيجاتٍ جديدة يكون طرفها الآخرُ سليما ولا علم له البتة أن شريكَ حياته الجديد إنما هو خنجر مسموم ومسمار يدقه بيده في نعشه.
المسؤولية هنا مسؤولية الطبيب أن يبين وينصح..ومسؤولية الدولة أن تفرض ثقافة مايعرف بفحوصات ماقبل الزواج  ومسؤولية فردية قبل ذلك وبعده بين المرء وضميره وبينه وبين الله.
حفظنا الله وإياكم من أنفسنا وميولاتها الهدامة وهدانا لرشدنا وردنا إليه بعد طول العمر في صحة وعافية وطاعة.

التواصل


مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى