
شيءٌ مِن الأدَب الحَسَّانِي…/عز الدين بن ڭراي بن أحمد يورَ
كنتُ في تدوينةٍ صباحيةٍ سابقةٍ شاركتُ بعضَ الخواطر المتعلقة بالشعر السَّهل المُمتنع، وقد أوردتُ فيها بعضَ النصوص الفصيحة لأستاذنا امحمَّدْ بن شَمَّادْ بن أحمدْ يُورَ حفظه الله ورعاه، باعتباره أحد أبرز الأدباء الذين يَنصرف إليهم ذهني عند الكلامِ على الشعر الذي تلكَ صِفتُه …
وقد حان الأوانُ لِأن أضربَ لشعره الحَسَّاني بنصيب، ففي الحقيقة يصدُق عليه ما يصدُق على أدبه الفصيح سلاسةً وانسياباً وقُربَ مأخذ، وبالإجمالُ هو شعرٌ له مكانُه بين أشعار الطبقة الأولى مِن أدباء هذا اللون (لِغْنَ) الذي قال الباحثون -وقد صدقوا في هذه- أن شُحْـنتَه التعبيريةَ تتجاوز كلَّ الحُدود …
استَمِعْ إلى قوله في طلعة فريدة المِنوالْ، تُسَدُّ دونَ مِثلها الأقفالْ :
يَمْ اِتْفَرْصِ مِنْ ذاكْ الڭَـدْ
اِعْيَ يَغْلَ حَدْ اعْلَ حَدْ
وَعْيَ يَغلَ مِنْ يَمْ الرَّدْ
وَعْيَ يَغْلَ مِنْ يَمْ الهَمْ
وِلمفَكَّرْنِ مِنْ هاَذَ بَعْدْ
وِمْخَمَّمْنِ وِلْمَا نَفْهَمْ
ذاللِّي غَلَّ سَبِّتْ لِهلاكْ
وَفْطَنْ عَنُّو بَعْدْ اِخَمَّمْ
ماهُو ذَ اليَمْ اُلَاهُو ذاكْ
اليَمْ اُلَاهُو ذاكَ اليَمْ
ويقول في طلعةِ لمَّا سمعها المرحوم الأديب والشاعرُ الكبير المختار بن هَدَّارْ، استعذبها وقال إنَّ مِن أحسنِ ما فيها عندَه هُو عدم تأكد امحمدْ من المسافة بين المذرذرة (الصَّـنْـڭَ ) وابَّيْرْ التَّوْرَسْ (لِخيامْ) :
حَدْ اِمْـشَ مِنْ دَكَارْ
اِفْوَتَ وَلَّ كارْ
ولَّ رَبِّــيدْ انْهارْ
اِيلَ دارْ اِبْلمْـڭِـيلْ
لِڭواربْ ذاكْ اِلْ دَارْ
يِـخْـلڭْ ماهُ ثقيلْ
وِيــجِ مِنهمْ لَـڭَـامْ
لِصَّنْـڭَ ڭَـبْـلْ الَّلـيْـلْ
وِصَّـنْـكَ منْ لِخيامْ
اِتْعُودْ اَثْـنَعْـشَـرْ كِيلْ
ومِن عُيون الشعر الحسَّاني على الإطلاق قولُ امحمَّد في رثاء أخيه وصديقه اللبيبِ الأريبْ والشاعر الأديبْ : أحمدْ بن سيد أحمدْ بن سيدي ميلَه رحمة الله عليه :
الدَّرْجَ والغِلْـظْ افْلَخْـلَاڭْ
فَاحْمَدْ مُوَدَّعْ لِلْخَـلَّاڭْ
خَـبْرْ الفُتُوَّ وِالتِّطْـرَاڭْ
أحْمَدْ فِيهْ اِدِڭْ اُيَشْرَمْ
وِوَسَّعْ فِي الظِّيڭْ اَخَـنَاڭْ
وَدِيبْ اِلاتَ يِـتْـكَـلَّـمْ
أحْمدْ قَانِعْ مَاهُو مِشْتَاڭْ
طَايِبْ ڭَـمْ اُمِتْمَــغْفَرْ ڭَـمْ
وِبْڭَ شِي فَمْ اِمْنْ اَشَـڭَاڭْ
رَاهُو فَمْ اُخَـلَّـيْـتُو فَمْ
وبعدما صال الشعراءُ والأدباءُ وجالُوا في شَورِ “اخْرُوجُو” حتى قيل إنه “عَقَرَ” بحيث لا يُؤتَى فيه بشيء جديد، كانَ لِامْحّمَّدْ رأيٌ آخر حين قال فيه :
اخْرُوجُو فِالــــهَوْلْ المَسْبُولْ
ڭِـلتُوهْ اُسَڭَّـمْتُو عُوجُو
وِڭْـلَيِّلْ حَدْ اِڭِدْ اِڭُولْ
اخْرُوجُو مَا ڭَالْ اخْرُوجُو
تلكَ نماذِجُ مِن بين أخرىَ على شاكلتها …
طابَ يومُكمْ ،،،