
السلطات الإدارية في ولاية كوركل تبذل جهودا كبيرة في المحافظة على الغطاء النباتي
قام حكاما مقاطعتي كيهيدي ولكصيبه1،بولاية كوركول على التوالي محمد سالم ولد بيلل، و أعل الشيخ ولد عبد الله، أمس السبت رفقة وفد من لجنة اليقظة والمتابعة المكلفة بحماية البيئة والحفاظ على المخزون الرعوي في الولاية، بجولة تفقدية لمنطقة العطف الرعوية.
وشملت الزيارة أغلب نقاط المياه في المقاطعتين والأماكن التي هي مظنة لوجود الفحامين حيث تم العثور ووضع اليد على ما يزيد على ثمانية مراكز كبيره تحتوي على ما يقدر بعشرات الاطنان من مادة الفحم جاهزة للاستغلال وأخرى قيد الانشاء.
لقد استشعرت سلطات الولاية أن هذه الثروة النباتية توشك أن تكون في مهب رياح الضياع نظرا لتضافر عوامل الإهمال وأساليب النهب المختلفة، وما يتطلبه ذلك من تدخل سريع من طرف الجهات المعنية، لتلافي هذا الغطاء النباتي من هوة الضياع الذي يُتوقع أن يقع فيه عما قريب إن لم يتم تداركه قبل فوات الأوان، فأنشأت لجنة لليقظة مكلفة بالمتابعة والمحافظة على هذا الحيز الجغرافي الهام.
قام حكاما مقاطعتي كيهيدي ولكصيبه1،بولاية كوركول على التوالي محمد سالم ولد بيلل، و أعل الشيخ ولد عبد الله، أمس السبت رفقة وفد من لجنة اليقظة والمتابعة المكلفة بحماية البيئة والحفاظ على المخزون الرعوي في الولاية، بجولة تفقدية لمنطقة العطف الرعوية.
وشملت الزيارة أغلب نقاط المياه في المقاطعتين والأماكن التي هي مظنة لوجود الفحامين حيث تم العثور ووضع اليد على ما يزيد على ثمانية مراكز كبيره تحتوي على ما يقدر بعشرات الاطنان من مادة الفحم جاهزة للاستغلال وأخرى قيد الانشاء.
لقد استشعرت سلطات الولاية أن هذه الثروة النباتية توشك أن تكون في مهب رياح الضياع نظرا لتضافر عوامل الإهمال وأساليب النهب المختلفة، وما يتطلبه ذلك من تدخل سريع من طرف الجهات المعنية، لتلافي هذا الغطاء النباتي من هوة الضياع الذي يُتوقع أن يقع فيه عما قريب إن لم يتم تداركه قبل فوات الأوان، فأنشأت لجنة لليقظة مكلفة بالمتابعة والمحافظة على هذا الحيز الجغرافي الهام.
وفي هذا الاطار أوضح حاكم مقاطعة كيهيدي السيد محمد سالم بيلل، في تصريح لمكتب الوكالة الموريتانية للأنباء في كوركول، أن هذه الزيارة التي قامت بها لجنة اليقظة والمتابعة تأتي في إطار المتابعة والتقييم لما قيم به خلال الأسبوع الماضي حيث أدى والي الولاية السيد محمد المختار ولد عبدي، رفقة وفد رفيع المستوى يضم حكام المقاطعات الخمس بالاضافة الى الأجهزة الأمنية ورؤساء المصالح الخدمية كالمياه والصرف الصحي والبيئة والتنمية المستدامة ،والتنمية الحيوانية والزراعة، زيارة لمنطقة العطف التي تعتبر اكبر خزان رعوي في البلاد (تقدر مساحتها ب 5900 كلم مربع) وتلجأ إليها بالاضافة الى ولاية كوركل عدة ولايات من ضمنها ولاية لعصابة ولبراكنه واترارزه.
وقال إن السيد الوالي لاحظ خلال هذه الزيارة أن الثروة النباتية تتعرض لنهب كبير يتمثل في قطع الأشجار وتحويلها إلى فحم، فضلا عما شهدته المنطقة خلال هذه السنة من حرائق في المراعي بسبب فعل فاعل ظل إلى هذه اللحظة مجهولا.
واشار السيد الحاكم إلى أن الاستراتجية الجديدة لمحاربة هذا النوع من التصرفات تتمثل في اتخاذ قرارات صارامة تجاه هولاء المخربين حيث قامت الإدارة بتوزيع فرق متنقلة مشتركة ما بين الحماية المدنية والبيئة، تجوب المنطقة بالتعاون مع السكان الاصلين وأصحاب الحنفيات بهدف القضاء على هذه الظاهرة المشينة والأخذ على يد من تسول له نفسه مستقبلا المساس بهذا المخزون.
ونبه الحاكم إلى أن العملية قد آتت أكلها حيث لوحظ تراجع في الظاهرة خلال هذا الاسبوع كما تمت مصادرة العديد من أطنان مادة الفحم ووضع اليد على العديد منها لايزال تحت التراب.
وأكد الحاكم أن لجنة اليقظة تضم الى جانب الإدارة ملاك الحنفيات والمواطنبن الاصليبن في المنطقة، مشيرا إلى أنه تم تكليف كل قرية بحماية حوزتها الترابية والتبليغ عن أي تجاوز في هذا الجانب وفي حالة عدم التبليغ سيتحملون المسؤولية، مضيفا ان العملية ستوسع مستقبلا لتضم كافة اراضي الولاية.
بدوره حاكم مقاطعة لكصيبه، السيد أعل الشيخ ولد عبد الله، أكد أن هذه الجولة تستهدف منطقة تسمى “جخ كرفاف “التابع لمقاطعة لكصيبه بالإضافة إلى الجانب الآخر التابع لمقاطعة كيهيدي وقد جاءت نتيجة لمتابعة عمل فرق تم تحديدها عقب الزيارة التي أداها السيد والي ولاية كوركل في الرابع عشر من شهر فبراير الجاري، حيث لاحظ الكثير من الخسائر في هذه المناطق الرعوية.
وقال ضرورة تكاتف جهود السلطات وجميع المواطنين، من أجل حماية هذه المناطق الرعوية التي تتعرض للكثير من الفساد الذي يقوم به اشخاص من اجل الحصول على مكتسبات مادية نهايتها العبث بالغطاء النباتي في المنطقة.
وأشار الحاكم الى أنه علينا جميعا ان نساهم في هذا العمل لحماية هذه المنطقة التي تعتبر ثروة حقيقية والحكومة توليها أهمية بالغة، مبينا أنه تم القبض على أشخاص بحوزتهم أكثر من خمسة أطنان من مادة الفحم الصالح التسويق وهم الآن يواجهون العدالة وهذا هو مصير أي من تمالأ او ساعد مستقبلا في هذا العمل المشين.
وطالب الحاكم جميع المواطنين بالتوجه للزراعة بشقيها المروي والمطري، متعهدا بـأن الدولة ستقوم بمساعدتهم والوقوف إلى جانبهم، مبرزا أن الأرض خصبة ولن تأخذ منهم الكثير من الوقت ولا المجهود مقارنة مع مشقة قطع الأشجار وضعف الدخل.
أما المندوب الجهوي للبيئة على مستوى الولاية السيد محمد يحي ولد اعل، فقد أكد أن أضرار الحرائق الريفية كثيرة وتتطلب حمايتها فرقا ثابته مجهزة بالوسائل الضرورية ولديها سيارة وأفراد إضافة إلى ضرورة التنسيق مع السكان المحليين.
وقال إن الحرائق تتسبب في عدة أضرار من بينها إتلاف المراعي وزهق الأرواح وقتل الحيوانات واتلاف الممتلكات، وتغيير بيئة المنطقة بما فيها انقراض انواع من الحيونات وظهور آخرى ضارة وقد تكون سامة وتغيير النظام البيئي، مضيفا أن الولاية شهدت هذه السنة 42 حريقا قضى على مساحة تقدر 380كم2.
أما قطع الأشجار الجائر وخاصة لهدف الفحم يضيف المندوب فقد يتسبب في كوارث لاتحمد عقباها لاقدر الله تتمثل في الفيضانات وتعرية التربة للأشعة الشمسية وارتفاع درجات الحرارة والانجرافات المائية والهوائية وأخيرا قلة التهاطلات وعدم انتظامها.
وأشار إلى أن هذه المنطقة التي تسمى منطقة العطف تعتبر هي المخزون الرعوي الوحيد وخاصة للولايات الجنوبية من الوطن حيث تتميز بنظام بيئيي متكامل ولذا تعتبر المحافظة عليها أولوية للولاية ولقطاع البيئة.
وأبرزا أن قطاع البيئة يعمل على الحفاظ على الغطاء النباتي من أشجار ومراعي، ومكافحة التصحر وزحف الرمال وذلك من خلال افراده الذين يجوبون المنطقة بالتعاون مع افراد الحماية المدنية.
وعن أنجع الطرق للوقاية من الحرائق والحد منها يضيف المندوب الجهوي للبيئة أن هناك مجموعة من العوامل، منها، التخطيط البيئي بوضع حواجز رملية او طرق فاصلة تحد من انتشار هذه الحرائق والعمل على تحديد المناطق المعرضة للحرائق، ومتابعة سكانها والعابرين منها والتركيز على تنبيههم بخطورتها على النبات، هذا بالإضافة الى إبلاغ السلطات مبكرا عن وجودها.
أما السيد محمد الشبخ ولد الناجي وهو عمدة سابق لبلدية تيفوندى سيفى ورئيس لجنة الثروة الحيوانية على مستوى المركز وعضو لجنة اليقظة لحماية البيئة، فقد ثمن المجهود الكبير الذي تقوم به الدولة على مستنوى الولاية، مؤكدا أهمية هذا التوجه الذي هو فريد من نوعه والذي ظل مطلبا عند ساكنة المنطقة وهو حماية المراعي والذي يحتاج وقتا وجهدا كبيرا.
وأضاف أن توعية المجتمعات المحلية والزوار بأهمية الوقاية من الحرائق وكيفية التصرف في حالة نشوبها أمر في غاية الأهمية، مضيفا أن تدريب فرق إطفاء محليين على تقنيات إخماد الحرائق والتعامل الآمن معها في حالة وقوعها في غياب الحماية المدنية واصحاب البيئة يعتبرا أمرا بالغ الاهمية.
ونبه إلى أن ولاية كوركل تعتبر من الولايات التي تتميز بمخزون رعوي مهم، حيث تعتبر أحدى أكبر الولايات من حيث المخزون بالإضافة الى وجود عدد كبير من المواشي الثابتة وتلك التي تفد من ولايات أخرى بحثا عن الكلأ، مبرزا انه من الضروري المحافظة على هذا المخزون الكبير والاستراتيجي من طرف الجميع وان الدولة وفرت الامكانيات اللازمة لذلك.
وأضاف أنه سيعمل مع اللجان المكلفة بحماية البيئة وبالتنسيق مع السلطات الادارية والأمنية والمنتخبين المحليين لتعبئة واسعة بأهمية المحافظة على المخزون الرعوي والابتعاد عن جميع المسلكيات الضارة التي تسبب الحرائق البرية.
اما مسؤول رابطة الدفاع عن البيئة السيد بدي محمد عالي أحمد سعيد، فقد ثمن إنشاء هذه اللجنة المكلفة بالمحافظة على البيىة، مبرزا أن رابطته ذات التجربة الطويلة( 22 سنة في مجال الدفاع عن البيئة ومحاربة ظاهرة التقري العشوائي)، تؤكد أن التقري العشوائي يلعب دورا كبيرا في إعاقة التنمية بشكل شامل: (ثقافيا، اقتصاديا، اجتماعيا، و إتلاف الغابات والوسط الطبيعي بشكل عام).
وأكد انخراط الرابطة التام في هذه الحملة وأنها لن تألو جهدا في المحافظة على الغطاء النباتي في منطقة العطف والمناطق المجاورة له في الولاية، مطالبا بدعم تجميع القرى والوقوف بصرامة في وجه التقري العشوائي، مما سينعكس إيجابا على مستوى جودة حياة السكان، ويعزز حماية الوسط الطبيعي في المنطقة.
تقرير محمد عبدي
ami.mr