مآخذ على النشيد الوطني الجديد
توصلت للتو بنسخة من النشيد “الوطني” الجديد قرأته ثلاث مرات وخرجت بالانطباعات التالية :
ـ النشيد متكلف مع الأسف عباراته باردة بلاحرارة يبدو أنها حشرت حشرا ولم يسمح لها بالتناسق كثيرا
ـ أثبت الطابع البدوي للبلاد فى النشيد مقدما ولا ضير فى ذلك غير أن نشيدا ل”موريتانيا الجديدة” يفترض أنه أيضا يعتد بتطور الدولة على جميع الأصعدة بحيث لا يكون تمجيد البداوة إلا من حيث قيمها الأصيلة الصقيلة وليس باعتبارها بديلا عن الكيان الوطني المتطور الناهض
ـ أقحمت الآية القرءانية “إن مع العسر يسرا”إقحاما فى النشيد ومع أن القرءان لما قرئ له إلا أن السياق كان يتطلب آية تشير إلى القوة والأمل والثقة آية جازمة بالنصر مثلا فترديد الدعاء عند ملاقاة الأعداء مرغوب فيه ومطلوب ولكن أيضا مع الدعاء يجب بذل جهد عسكري أوبدني لتحقيق النصر وطبعا الآية تحمل معنى التسليم والأمل والركون إلى الصبرلكنها حوصرت بسياق من اللغة جعلها أقرب إلى جملة اعتراضية غير لصيقة بالنص وكأن المهم أن تظهر عبارة قرءانية دون الإكتراث بشحنتها وسياقاتها ومعانيها العربية البديعة ككل كلمات القرءان الكريم الذى انتهى اليه وعنده الإبداع أسلوبا وسبكا وحبكا
ـ فى البيت الأخير مشكلة ( سنحمى حماك أسارى هواك ونكسو رباك بلون الأمل) حبذا لوحمينا حماها قبل أن نقع فى أسرهواها فجرعة الحماسة هنا باهتة فكلام عاشق عن حماية حبيبته غالبا وحسب البيظان ومروياتهم كلام عاطفي تصنعه اللحظة ولا تصنعه العضلات وقطع الحديد والنار كان ينبغى أن نحمي بلدنا كأسد الشرى لا كعشاق بنى عذرة المسالمين وراثيا
ـ لعل أروع تعبير فى النشيد ولاشيئ أروع من التعبير القرءاني طبعا ولكن عبارة (وعند نداك نلبى : أجل) رائعة وجميلة وربما هي الوحيدة التى تستصرخ “الواو” ليعود إلى مكانه الذى انتزعه منه “الباء” فى هذا النشيد
من صفحة الكاتب حبيب الله ولد أحمد على الفيس بوك