من روائع الحكايات والأساطير الموريتانية(41) د. محمدو احظانا
أم الروايات
رواية: يامن مني؟ يامن مني؟
قال الراوي:
حاجيتكم ما جئتكم:
“ناقتي حبّل لقحة، وأولادها حبّل لقّح، يتحاوصون حب البطحة”. ماهي؟
قال أحد المنشغلين بصيد الطيور:
-إن لم تكن الدجاجة وأولادها فلن أعرفها.
قال الراوي:
-رغم صعوبتها عرفتها.
قال الراوي
الفصل الأول
قال لكم من قال لكم ، والبال لنا والبال لكم، والبال لأولاد المسلمين:
إن أمًّا من الأولين قبل الأولين، أرسلت ابنتها إلى جيرانها في الحي لتأتيها بشهاب توقد به حطبها تحت قدرها. أيام كانت كل الأشياء تتكلم.
****
في الطريق سقط على الأرض قبس من الشهاب، فقال الشهاب:
يامن مني؟ يامن مني؟ ألا إن القبس يسقط مني!
سقط القبس على الحشائش، فأشعل حريقا، فقال القبس:
يامن مني؟ يامن مني؟ ألا إن الحريق ينشأ مني!
انبعث من الحريق دخان، ارتفع في عنان السماء. فقال الحريق: يامن مني؟ يامن مني؟ ألا إن الدخان يصعد مني!
تكثفت من الدخان سحب، فقال الدخان:
-يامن مني؟ يامن مني؟ ألا إن المزن تتجمع مني!
الفصل الثاني
هطل المطر من المزن، فقالت المزن:
-يامن مني؟ يامن مني؟ ألا إن المطر يهطل مني.
الفصل الثالث
نزل المطر على الأرض فارتوت، فقال المطر: يامن مني؟ يا من مني؟
ألا إن الأرض تشرب مني!
اهتزت الأرض وربت فنبت فيها المرعى، فقالت الأرض:
-يامن مني؟ يامن مني؟ ألا إن المرعى ينبت مني!
أكلت الحيوانات المرعى فسمنت وامتلأت ضروعها لبنا فقال المرعى:
-يامن مني؟ يامن مني؟ ألا إن الحيوانات سمنت ودرت مني!
حلب الإنسان لبن الحيوان وأكل لحمه فقالت الحيوانات:
يامن مني؟ يا من مني؟ ألا إن الإنسان يأكل ويرتوي مني.
عاش الإنسان وفكر وقدر، فقال:
-يامن مني؟ يامن مني؟ ألا إن ربي هو الذي خلقني.
قال الراوي:
سكت الراوي . وبسكوته انتهت أساطير وحكايات.
م.أحظانا