أعلامالأخبار

العلامة محمد ولد الداه ولد أحمد فال بقلم الأستاذ / محمدي ولد الداه

 

كانت الأيام هاطلة الحكايا ، ويد السماء سكُوبة بالودق كل بكور وكل رواح، فازدانت البسيطة بلبوسها الأخضر الآسر، فساح فيها عباد الله الصالحون يشكرون المنعم الحق في أنفسهم وفي أنعامهم.
كان الحي العلوي مدآبا للنزول حيث تكاثف شجر السيال، وتعانق وانفتل يشد بعضه بعضا، وحيث خرير الماء في مجاري اركيز وصخبه يبارحون الركيز لا عن بغض له كلاّ ولا قِلى، ولكن تكرع أسراب البعوض فتحمحم حرائر الجياد لمرابضها.
يولّون الوجهة شطر منطقة “لِعْكِلْ” مرورا بمنازل العلويين في “آتكوره ” فتتراءى للناظر “لكويريَ” فتلك”العكلة” فَذَياك “الحقف” الذي يعانق السماء “حقف المليحة” على من به أسحت سحائب رحمة الرحمن، فمنازل ” العين” وأختها “لخواويه” ضَيْعتا العلامة الورع الداه ولد احمد فال، اللتان فيهما لا ينفك عنهما معتزلا مهاجرا إلى الله ورسوله والزمن إذ ذاك أغن، وباسم الثغر، ليت ما مضى يعود.
سلام على تلك الربوع والوهاد والأجارع، فكم شهدت وشاهدت من اطمئنان اللحظات وفتح مغاليق أبواب كل شيء، إنهم لعطاء ربهم وإرث نبيه محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم أحيوا، وحازوا وعصبوا، لا ترى الدهر منهم فردا إلا راكعا لعزة وعظمة ربه، أو ساجدا سحرا يخاف الله واليوم الآخر، فقائما يتلو كتاب الله طرفيْ نهاره، أو محتبيا يدرس شرع الله.
* المولد: *
في يوم من أيام ” لِعْكِلْ” المكتمل خلقا بالطهر وحمد الأوبة سنة 1892للميلاد 1309 للهجرة بشر العلامة الورع والزاهد محمد المختار ولد أحمد فال الملقب {الداه} بولد بعد ما أسلف من عمره ما يربو على الستين عاما.
استبشر خيرا بما رزق وهو المذكار لآلاء ربه، والحيي منه إذ لا يرى لعمله أثرا، ولو كان عد الحصى.
سماه تيمنا بمحمد عبد الله، واستبشر أخرى بدعوة العلامة فخر الليالي والأيام شيخنا محمد فال بن باب له لما سمع بميلاده حيث يقول:

محمد عبدُ الله عُمِّرتَ طائعا
وكنتَ لأشتات المحامِدِ جامعا
وقد كان عبد الله فيكم ثلاثةً
فصِرتَ بحمد الله للقوم رابعا

ما ظنك بمن كان نتاج رهبة ورع العلامة الداه ولد احمد فال، وخلاصته الأوحد، ودعوة العلامة محمد فال ولد باب الناظر بعين القلب، هل يبنى منهار الأساس؟
*التسمية والنشأة:*
هو محمد بن الداه، بن أحمد فال، بن سيد، بن احمدان، بن ألفغ محمذ، بن محم، بن القاظي الجد الجامع لأكثر بطون العلويين.
نشأ محمد ولد الداه غذي لبان والدته سودة بنت ألمين ولد بنانه دوحة الصلاح، وسيادة جده لأمه محمود ولد محمدي ولد أحمد خيار، وورث علوم وفهوم والده الداه، فحفظ القرآن الكريم في سن مبكرة، ولاحت عليه أمارات الذكاء والنجابة الخارقة، فخلع الداه على محمد طهره ونسكه وهو لا يزال يافعا، فخبتت نفسه منيبة لربها، وأبقاه بجواره حتى لا تؤذيه العيون، فكان لا يحبذ له التعلم، وهو الأهل لمغازلة العلوم إذ كان يحفظ طوال القصائد من حكاية واحدة.
مرحلة التحصيل العلمي والتدريس:
حدثني العالم الشاعر محمدي بن المصطفى فقال ” درس محمد على الوالد الداه (أشعار الشعراء الستة الجاهلين)، مما أسهم في تفتق موهبته الشعرية في السنوات المبكرة من حياته، ودرس (ألفية ابن مالك) على واسطة عقد العلماء العلويين القطب والمجلى شيخنا محمد الأمين ابن بد الملقب {حميين}، كما درس على العلامة اللغوي الشهير محمدو بن فتى طرة المختار بن بونا، فكتاب (الجوهر المكنون في البيان) على العلامة شيخ العارفين محمد فال بن باب { اباه}”.
وتجمع المصادر على أن محمد لفرط نجابته لم يدرس طويلا؛ فكان يأخذ بالكتاب فتنكشف له مخبآته وعويصاته، حتى كان حميين يقول “ما العلم الوهبي إلا ما رزق محمد بن الداه”
لبت روح العالم الداه ولد أحمد فال الداعي هادئة مطمئنة فأحتبى من بعده محمد عالما رزق من الفهم للعلوم والذوق ما لا تسعه حوصلة الأيام والليالي لو نثرناها، عالم متمكن يدرس عويصات العلوم؛ من أصول، وفقه وعلوم لغة، ونحو، ومنطق وبيان، مما لم يتلقفه عن أحد، شاعر يجافى المحسوسات، فتُلقي له اللغة أعنة بيانها، وبديعها الساحر.
إذا أخذ شيخنا صدرُ المجلس خاتمة أهل المعنى ودرتهم العلامة المجدد محمد فال” اباه” بن عبد الله حفظه الله فألق السمع إليه ستجد ما كان منطوقا ومستترا من الحياة العلمية لشيخه محمد ولد الداه سلمت ثرى مدينة العلم ذات النبوغ (النباغية) وغشى الله بالنور والرشاد “محضرتها”، وأذهب الله عنها الرجس، وطهرها تطهيرا.
يقول محمد الداه: “ذات مرة همَ الوالد الداه بالسفر فأمرني بتدريس الطلاب وفيهم إذ ذاك من يدرس كتاب مختصر الشيخ خليل، ولم تكن لي دراية به من قبل، فدرسته لهم، وكانت أشياءه تحضرني، وكنت أحسبها كرامة للوالد رحمه الله”.
جمع محمد بين أشياء قلما تجتمع لدى عالم بدون مطالعة، صوفي يقعده الشوق ويقيمه، يتحرج من السماع، يحدث عنه نور العلماء حفظه الله “اباه”:
(لم أدركه يطالع الكتب).
حدثني الخليفة شيخنا محمد الأمين بن بدي فقال إن حميين قال: “استجيبت دعوة اباه في محمد وزادها بأشياء أخر). حدثني العالم الشاعر محمدي ولد المصطفى (حفيد محمدولد الداه ) عن إجازات محمد على الشكل التالي : إجازات محمد في النحو:
الأولى: عن والده محمد المختار بن احمد فال (الداه) عن العلامة الشيخ بلا بن الفاضل الشقروي عن الشيخ المختار ابن بونه
الثانية: عن العلامة الشريف ابن سيدي أحمد ابن الصبار المجلسي عن الشيخ سيبويه زمانه يحظيه ابن عبد الودود الجكاني نسبا القناني خوؤلة ووطناعن الشيخ الحسن ابن زين القناني عن الشيخ عبد الودود ابن انجبنان الحيبلي عن الشيخ بلا عن الشيخ المختار بن بونه.
إجازاته في الحديث:
عن العلامة الشيخ محمد الأمين بن بد (حميين) عن الشيخ أحمدو بن الشيخ محمد الحافظ (من) عن محمدي بن سيدينا (بدي) عن الشيخ محمد الحافظ بن المختار لحبيب عن الشيخ صالح الفلاني.
الثانية عن العلامةأحمد سكيرج عن الشيخ أحمد العبدلاوي.
ويعتبر محمد ولد الداه آخر من أجازه العلامة محمد فال بن باب (اباه) أجازه يوم وفاته أو بالقرب منه
ولأباه إجازتان
احداها عن العلامة أحمد بن بد (ءاب) عن العلامة محمدي بن سيدينا (بدي) عن العلامة الشيخ محمد الحافظ بن المختار لحبيب عن الشيخ صالح الفلاني.
والأخرى: عن الشيخ المختار بن محمذن بن ببانا عن العلامة محمدي بن سيدينا (بدي) عن العلامة الشيخ محمد الحافظ بن المختار لحبيب عن الشيخ صالح الفلاني.
*مرحلة تولي القضاء:*
تولى العلامة محمد ولد الداه القضاء عام 1363للهجرة 1943للميلاد، بعد وفاة ابن عمه العالم والقاضي والشاعر محمد عبد الله ابن المصطفى الملقب {أبوه}، فكان القاضي المدقق في تحرير الأحكام والنوازل الفقهية، وهو صاحب الباع الأوفر في علوم اللغة، والفقه، والسير، والمرجع في علم الحديث.
يقول العالم محمد الحافظ بن السالك: (سئل محمد مرة عن حديث فقال بأنه لا يعرفه إلا أنه ليس موجودا في الصحاح الستة)
يعلق محمد الحافظ “وهذا يدل على أنه يحفظها حفظا تاما”.
*أبرز تلامذة العلامة محمد ولد الداه:*
كانت حول محمد حلقة لا تنفك من طالبي العلم، إلا أن المصادر تجمع على أن أبرز تلامذته هم العالم (محمد ينجح بن بدي) وابنه العالم الأديب (عباد ولد الداه)، ثم العلامة والوارث المحمدي، والنور الساطع، بقية الصلحاء الراسخين في العلم، أبقاه الله للإسلام والمسلمين وحفظه شيخنا طبيب القلوب قبل الأبدان محمد فال بن عبد الله {اباه} حيث يعتبر العلامة محمد ولد الداه هو الشيخ الوحيد له.
حدثني الإمام المحدث محمد عبد الله بن محم قال كثيرا ما حدثنا اباه عن محمد فقال (أمضيت مع محمد سبع سنين، كنت له فيها كالظل)
سئل ذات مرة اباه: هل كان محمد الداه عالما؟
فأجاب: “محمد كله علم”’
حدثني العالم الشاعر محمد الحافظ ابن السالك عنه فقال (إن النح سئل عن محمد فأورد فيه كلمة قيلت في ابن العربي الحاتمي أوردها زروق في قواعده بأنه “أدرى من كل ذي فن بفنه” وأنه “لا يمكن أن يكون أحد أعلم منه”)، واسترسل في الحديث عن صداقة محمد بالعلامة المختار ولد حامد، فقال: إن أول لقاء جمع بينهما كان في مدينة “كولخ” يقول محمد الحافظ: (خرج محمد ليلة في كولخ يستروح الأنسام، فرأى جماعة من الشناقطة يشربون الشاي ويتحدثون أمام دكان فجلس إليهم، وفيهم المختار وهو لا يعرفه، ودخل في حديث أدبي معه، ثم انفرد هو والمختار في الحديث حيث نامت الجماعة وباتا يتجاذبان أطراف الحديث أخبارا وأشعارا بدون أن يسأل أحد منهما الآخر عن نفسه، إلى أن طلع الفجر، فذهب محمد إلى حيث ينزل، وفي الصباح سأل بعض الجماعة المختار من هو نديمك البارحة؟ فقال: لا أعرفه، إلا أن يكون رجلا يقال له محمد الداه موجودا، كما ذكر محمد لرفاقه أنه البارحة رأى كذا وكذا إلا أنه لم يعرفه إلا أن يكون المختار موجودا فذاكه)
يعلق محمد الحافظ بالقول:
(فهذا ينبئ عن شهرة كل واحد منهما، وتميزه علما وأدبا) وكثيرا ما أورد المختار رقيق شعر محمد في موسوعته “حياة موريتانيا”.
– كما تتلمذ عليه الفتى السينغالي النابه “التجاني سي” فاستفاد كثيرا منه
– وصحبه الشيخ “ابن عباس صل” وألقى إليه بنفسه فزكاها بالعلوم الذوقية، كما تحدث عنه حفيد الحاج ابن عباس صل “الشيخ التيجان كي” في كتابه ” الحاج ابن عباس علومه وأعماله”.
*مؤلفات العلامة محمد ولد الداه:*
ما من شك في أن ما حفظ من مؤلفات محمد بن الداه ليس كلها، بل قد أتت عاديات الزمن على الكثير منها ولعل أهم ما حفظ منها لحد الآن:
– نظمه في الحديث النبوي “نبراس أهل السنة في المستضيء بضياء أهل السنة” حققته الدكتورة زينب بنت الخرشي، إذ كان موضوع أطروحتها لدكتوراه.
– وله تأليف في الفقه “باب البيع”
– ونظم في ” قواعد الفقه وشوارده”
– وكتاب في “فضائل الأعمال”
– وله نظم في غريب القرآن مفقود.
– وله نقلة في عقيدة التجانيين.
– كما له ديوان شعري حققه الدكتور الشريف بن أحمد محمود بن الفغ شكل أطروحته لنيل شهادة المتريز ــ كلية الآداب والعلوم الإنسانية ــ جامعة نواكشوط ــ 1985م، ولم يستقص كل شعره، إذ تثبت المصادر بأن كما مهما من شعره لا يزال مفقودا.
– كما له تنبيهات لغوية وتعليقات على عدة دواوين؛ من بينها “ديوان الحاج محمد بن عبد الله نياس”.
*ملامح من شعره:*
تناول العلامة محمد بن الداه جل أغراض الشعر من مديح ونسيب وغزل كما كتب المقامة الشنقيطية، فتحدث فيها عن رحلته لمدينة شنقيط، كما له ردود نظمية وقصائد في الذب عن الطريقة التجانية.
أما أروع إنتاجه في المدح فقصيدته العصماء التي يمدح بها شيخه العالم المحقق؛ سلطان أهل الإشارة في المعقول والمنقول؛ حميين ولد بدي، وفيها يقول:
ذهب الشباب وشرَتي لا تنجلي
عن وصف كل مقسم متقتل
أحوى المدامع لا يريش سهامه
إلا لنحر الحازم المستبسل
لو عل راهب بيعة لصبا له
ولهم من ناموسه بتنزل
يعد المواعد تارة ويطيلها
فيرد روح العاشق المتذلل
ما وصله إلا الشفا بعد الضنى
والأمن من خوف ممض مذهل
ماهجره مهما يصد مجانبا
خوف الرقيب سوى نقيف الحنظل
زعم الوشاة بأن قلبي قد سلا
عن ذكر مية أو صغى للعذل
هيهات رأيهم السقيم وإنما
لم يعلموا ما صنته في الدخلل
إني علقت من الغرام علائقا
لا تنقضي أمد الزمان المقبل
كم ليلة قد بت فيها ساهرا
أذري الدموع برسم دار عدمل
إلى أن يقول فيها:
كلا ولا الفقع المداس بجعجع
كالشامخ الطود الأشم الأطول
كلا ولا رش الرذاذ المنجلي
كالهيدب المتراكم المتهلل
لا لا تقسه بغيره إذ لم يكن
مشي الفصال كمثل مشي البزل
شمس الظهيرة لا تقايس بالسهى
وأسامة لم يلتبس بالجيأل
همم الأكابر لا تقاس بهمة
من قاصر متكاسل متسفل
وهي المشيخة قد تعز شروطها
علم حقيقي بأسرار العلي
والعلم والعقل الرزين وهمة
عليا بها تثنى شباة المَنصل
وأمانة وصيانة وعفافة
وسياسة مقرونة بتوكل
وديانة طبعية ومهابة
كمهابة الليث الهصور الأبسل
تلك المكارم لا مشابه أظهرت
بتعمم وتقمص وتسرول
يا نازلا فوق السماك الأعزل
وبقية الشم الكرام الكمل
يا مودع السر الذي لم يؤتمن
قدما عليه سوى الأعز الأنبل
يا حامل العبء الثقيل حماله
أنت الحقيق بكل وصف أكمل
ثم يقول:
هذا ويحيى يشهدون بأنه
صمصام مجدهم الذي لم يفلل
إلى أن يقول:
هذا ولم أك ما أقول كما به
قالت أحبة كل شيخ مفضل
بل ذي مقالة صادق متثبت
لا يستفز بطيب ريح قرنفل
والحق أبلج لا يغطي نوره
نكر الألد ولا حجاج المبطل
ولربما قصرت في أمداحه
خوف الإطالة في الركام الأهيل
فأجب لنا يا ربنا دعواته
فهي الشفاء لكل داء معضل
واجعل بنيه كهمه واحفظهم
من ريب دهر قاصم متحنظل
وأنا الأكيبر من بنيه راجيا
منه عناية والد متقبل
كيما أعود إلى طهارة عنصري
قبل الهبوط على كثيب الهيكل
حتى أعود كأنني لم ألتبس
بصدا السفاهة في الحضيض الأسفل
فيفي نحاسي ثمَ تبرا خالصا
لا كالمموه من نحاس الصيقل
صلى الإله على النبي مسلما
مع آله الغر الكرام الكمل
حمدا لباعثه وناصر دينه
ومقيم ملته لقوم فُضل

وللعلامة محمد ولد الداه مساجلة شعرية رائعة بينه وبين العلامة القاضي محمد عبد الرحمن بن السالك “النح” في موضوع “الفتيل” وهو الشاي الأخضر و” النقير” وهو الشاي الأحمر
يقول محمد :
صروف الحادثات بلا نكير
تدار على الفتى بيدي مدير
فآونة تدير له كؤوسا
كشوب الماء بالعنب العصير
وتسقيه أوانا كل كاس
كطعم الشري ممزوجا بقير
كذا عيش الفتى ما دام حيا
دوائر بالحَلُوِ وبالمرير
شربنا بالدباغ وما دبغنا
به شيئا سوى حاج يسير
وكاف شرابها لم يغن شيئا
فلا في العير عُد ولا النفير
إلى أن يقول:
عسى زمن الفتيل يعود يوما
كأيام الخورنق والسدير
يقول النح:
عليكم ما استطعتم بالنقير
ولا شرب المزفَت والنقير
فتفضيل الفتيل على النقير
كتفضيل الفتيل على النقير
وإن يُدر النقير كريم قوم
عليهم فالمدار على المدير
وكم ضم الفتيل له كبُر
يضم إذا يزكىَ للشعير
وكم ذهب الأسى عمن تعاطى
كؤوسا منه كالذهب النثير
إذا دبت حميا كأسه في
مفاصله مشى فوق الأمير
وهي مساجلة شعرية طويلة جدا، للعلامة محمد الأمين بدي “حميين” قطعة شعرية وعظية فيها لم أعثر عليها.
في ثنايا نظمه لغريب الحديث سكب محمد أروع لحظاته هيبة وإخباتا ورشحا، إذ يقول:
نابنه برُقية نتهمه
وفي الحديث ذا أضاء جلَمه
لأنه قد قيل في محضره
يا طيب ما ينال من مخبره
ولو يباع دانق من زمنه
لأرخصت نفوسنا في ثمنه
ولو بذلت لم أبل ببذله
حر الجبين بشراك نعله
إلى أن يقول:
واجعل محبة النبي الهادي
حشو فؤادي وغشا فؤادي
واجرينها في دمي وخلدي
كجريان الروح وسط الجسد.
ترجل محمد عن صهوة الحياة الفانية وهو الركوب كان للجياد، كما يقول الدكتور محمد بن التجاني عن عمر النبوة، ووُري الثرى في المليحة ذلك الجسم اللطيف والمحيا الوضيء، كأنه قطعة من قمر.
يؤرخ الوالد عباد ولد الداه لوفاته فيقول:
وسعد الإمام عام سعدا
وعمره جل كعمر أحمدا
1374هجرية الموافق 1955 ميلادية.


مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى