الأخبارالأدب الحساني

موقف لمغنيين من اعتماد الحركة المنقولة رويا في التالفويت / الأستاذ الداه ولد شيخاتي

 

لقد أثير مؤخرا كلام حول الوزن بنقل الحركة هل يعتبر وزنا سليما؟ أم هو ضرورة وزنية مغتفرة لأصحابها ؟أم اختارقا للقاعدة الوزنية المتعارف عليها؟

وقبل أن ندخل في نقاش هذا الموضوع خبذا لو أعطينا توطئة :
كان الشعراء المغنيين يستخدمون الوزن المتعارف عليه قديما قبل أن يظهر هذا الشكل من الوزن (نقل الحركة)الذي كان مقتصرا على ربط الجمل بين التافلويت الواحدة (انجيك ؤنمش مافخلاكي)

وقد اطلعنا على كاف للأديب:
محمد يحظيه ول الحسن (دناه) 1882>1960 رحمه الله أخذناه من صفحة الاديب عبدي ول اسماعيل
فَصلي فيكْ الّا ذَ گدُّ ()() فاصلْ فصلْ امْتينْ امعَ انِّ
ماني گاعْ اَفْصلْ منْ حدّْ اُو ()()لا خالگْ حدْ اَفْصلْ منِّ

وكاف للأديب محمد سيدي ولد الصديق، رحمة الله عليه:
شفت امر ماهي زاحله()()منها مضمون اعطيبِ
فنزيل أراهي ساحل أ()()مندور ؤ شركِ إبيب…

ونص للأديب أحمدو بنمبه لكويري:
انبين ما يحص عداد()()مدح وإتم الا ينزاد
للِّ گالو وآن مَجّاد()()لانبين ماهْ الّ حَدِّ
حدّ الْ مدحُ گال انُّ گاد()()إكَمَّلْ ما يگدر حد إِ
كَمَّلْ مدح ذاك امن امراد()()گولانو للكفر إودِّ.

ونصين للطيب ول ديدي المولود
عام سيل لكوارب والمتوفى 1994م
النص الأول ايكول:
حامد لاجيتو ماتشوف()()ش ماتبغيه اولاتخوف
من ش كاع اثر كاع لوف()()طنت انتم احذ حامد
بل العلم اولحسان توف()()والبركه والمحامد
اولانى كاع ابذشاكرو()()هو حد اجبر حامد
مايمشى ماه شاكرو()()اولا يمشى ماه حامد

النص الثاني:
الوتات أخلعن هون()()فيهم شي ما يرفد بالهون
ولا ينفع محزون ومجنون()()حد إجيه بهمو ممسوس
ذاك اللي منهم تو العون()()ماهو عن لمواجه مدسوس
ينفع فالساعات المحزون()()أهلو ينعزلو بالدبوس
شوف منين تجي فأماقون()()للراجل لكبير الملموس
ما تجبر منو كلمة كون()()إلعدت اللي عاطي لفلوس
ولاهي إديرك فوك الكرطون()()اللوره كيف اللي محبوس
ولاهي بيك أدوس أعيجون()()و لاهي بيك الحمان أدوس
و أشمذاك إكتك بيدون()()و أشماذاك إكتك سكوس
و لا تخل من كهل بدبشو()()بيه إدور إكتك حبوس
و لا تخل من نطحت كبش ؤ()()لا تخلى من نطحت عتروس

وقد ذكر لنا بعض الأدباء المعاصرين نصوصا لكل من سيدي ول هدار و أحمدو بمبا لكويري واحمدو سالم ول الداهي…الخ

وقد سألنا بعض الأدباء المعاصريين عن هذه الظاهرة التى تم استحسانها مؤخرا من قبل فائة الشباب وكانت ردودهم كالتالي:
1-الأديب دمبه ول الميداح:
… سمعته مرارا و يبدو أن بعض كبار المغنيين يجيزونه… فهو من ذلك المنطلق مقبول.
شخصيا، لا أستنكره و لا أفعله.

2-الأديب والإعلامي المتميز أحمدو ول ابنو:
…وأما بخصوص نقل الحركة فأنا أصنفه دائما ضمن العيوب الوزنية،الشائعة خاصة عند الرعيل الأول،ويبدو أنها ماتزال متفشية بين الأجيال في وقتنا الحاضر!
وهناك فرق بينها وبين الحركة
(الضمة)فهذه تحل محل واو العطف ولاتغير شيئا في الوزن،إلا أن كثيرا من الناس أدباء وغيرهم لايميزون بينهما!
هذا ولا أجد عذرا ولا مسوغا فنيا لمن يخرق القاعدة الفنية
المتعارف عليها؛بل أعتبر كل من يفعل ذلك، شاذا وغير متمكن من ناصية الفن،ومقلدا
أعمى!
والله أعلم.

3-الأديب والاستاذ سيد محمد ول متالي:
أرى أن نقل الحركة كان موجودا في لغن منذ القدم … و هو من المحسنات البديعية … و لكنه لا ينبغي الإفراط فيها…
و من أقدم ذلك قولة الأديب محمد سيدي ولد الصديق، رحمة الله عليه:
شفت امر ماهي زاحله()()منها مضمون اعطيبِ
فنزيل أراهي ساحل أ()()مندور ؤ شركِ إبيب…

4-الدكتورة باتة بنت البراء:
لا أعتبره خطأ لأن الكتابة العروضية لا تخضع لقواعد الإملاء بل لطريقة النطق.

5-الدكتور احمدو ول اجريفين:
نقل حركة الهمزة إلى الحرف الساكن قبلها هو مجرد إفلاق عادي ولكن ميزته أن الهمزة تختفي تماما بعد انتقال حركتها إلى ذلك الحرف، ومثالها قول الطيب رحمه الله
ما تخلَ من كهل ابدبشُ
فيْدُ بيه إكتّك حبوس
ؤلا تخلَ من نطحةْ كبشُ
لا تخلَ من نطحةْ عتروس
فأصل الكلام هو:
ؤلا تخلَ من نطحةْ كبشْ
ؤلا تخلَ من نطحةْ عتروس
ولكن الإفلاق بعد همزة العطف أدى إلى ضم الشين قبلها واختفاء الهمزة مع بقاء معناها بل ولفظها مدغومة في الشين.

6- الأستاذ والأديب عبدو ول محمدن ول احمد يورة
ظاهرة الوزن ب ؤ في آخر التافلويت ظاهرة جميله أعتبرها شخصيا من المحسنات إن حسنت ولا أدل على ذلك من طلعة الطيب ول ديدي لحامد ول ببها ما يمشي ماهو شاكرو الخ
فهذا العطف لا يزيد ولا ينقص لو كان في بداية التافلويت.

7-الأديب محمد الأمين ول اكويري:
إن نقل حركة الحرف الأول من التافلويت إلى آخر حرف مما قبلها أمر شائع عند كبار شعراء الحسانية، ومنه قول أحمدو بنب لكويري:
انبين ما يحص عداد()()مدح وإتم الا ينزاد
للِّ گالو وآن مَجّاد()()لانبين ماهْ الّ حَدِّ
حدّ الْ مدحُ گال انُّ گاد()()إكَمَّلْ ما يگدر حد إِ
كَمَّلْ مدح ذاك امن امراد()()گولانو للكفر إودِّ.

ومماسبق نستنتج الملاحظات التالية:
أ- أن نقل الحركة بدأ مع عمالقة كبار من امثال محمد يحظيه ول الحسن وسيدي ول هدار ومحمد سيد ول الصديق ولكويري والطيب…الخ
وهذا يعطيه قوة ومكانة بين الأساليب الوزنية المتعارف عليها

ب-أن جمهور الأدباء يستحسنه استحسانا
يجعل السكوت عنه أو الإعتراف به أولى من رفضه

ج-أنه لايرقى إلى مرتبة العيب إذا أضفناه إلى قائمة العيوب اللفظية مثل الزي واتعكلي …الخ

د-يبدو أنه لم يلق رواجا في الأوساط الشبابية وخاصة جيل التسعينات ومطلع الألفين

ه-أن محيطه الجغرافي كان محدودا

و-أنه لم يحظ باهتمام لمغنيين داخل المسابقات ابتداء من البداع مرورا بشاعر المليون شاعر وشاعر التوحيد وانتهاء ببداع الجيل إذا استثنينا شخصا بعينه

يتضح مماسبق أن نقل الحركة لخدمة الروي علاوة على أنه مستطرف فيه مندوحة لخدمة المعنى و هو من المحسنات مثل الإفلاق و بالتالي يأخذ حكمه ..و الظاهر أن أغلبية الأدباء يستحسنونه مع أن الإعتراض عليه وجيه..و ما دام ارتكبه أدباء كبار فلا يمكن إلغاؤه و لكن يقدر بقدره..

 


مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى