الأخبارالأدب الحساني

أدب أهل ألمين ولد عمر لحراكي وأدباؤهم / الباحث: سيدي ولد الجيلاني

إعادة نشر..
/

أدب أهل ألمين ول عُمر لحراكي

مُحال بداع إحاكِ … موزون جبنَ مضمونُ
واولاد عُمَر لحراكِ … معروف نحنَ شنكونُ
والفن وڭفنَ سعرُ … محال لبلدنَ نعرُ
وافكل مهجر ننچعرُ … والشور ساعت موزونُ
محال عنَّ نجَعرُ … عن ڭاف وانولُّ دونُ
ما ڭط بطانَ وعرُ … ولا ڭط عجلنَ هونُ

مع الحلقة الثانية من سلسلة أدب الأسر الصحراوية، بعد تناولنا في الحلقة الماضية لأدب أهل حيمدّه ول حمدان، نحط رحالنا هذه المرة في الحافة الشرقية للترارزه لتناول أدب واحدة من أعرق الأسر الأدبية في المنطقة بل وفي عموم الصحراء.

اختلف النسابة في أصول مجموعات لحراكات النسبية، فنسبهم العلامة محمد سالم ول عدود إلى الشرف في تقريظه لكتاب “المختار من أدب آل هدار” للمختار ول عابدين ول هدار وقال بأنهم ينتمون إلى جد باسم ابراهيم حركات، فيما يرى آخرون أن “لحراكات” اسم وظيفي كسائر الأسماء الوظيفية التي اشتهرت في الطبقية الإجتماعية للمجتمع الصحراوي كـ”لعرب” لحملة السلاح و”الزوايا” لأهل العلم و”لمعلمين” لأهل الصناعة و”إيڭاون” لأهل الطرب، وأن هذا الإسم الوظيفي يطلق على جماعات اشتُهرت بالأدب الحساني بشكل خاص وبالتكسب به، ويقال لمن يمدح على النوال أو يذم على عدمه “افلان متحركي”، وأنهم من الجماعات العربية التي قدمت مع بني حسان إبان دخولهم الصحراء هابطين من المغرب، غير أنه لم يؤثر عنهم هجاء يذكر بل اكتفوا بأن “مدح اجواد عيب اخرين” فكانت أمداحهم موجهة ومغرضة في ذات الوقت وكانوا يقولون عن أنفسهم أنه حسب المرئ هجاء إذا لم يمدحوه..

وطغت شهرة مجموعة “احراكات الڭبله” على بقية لحراكات عبر الصحراء وذلك لما بلغوا من إجادة في الأدب الحساني ولاسيما في غرض المدح، وتنقسم هذه المجموعة إلى فرقتين: لحراكات الساحليين وهم أهل هدار الموالين تاريخيا لمجموعة أولاد أحمد من دمان أمراء الترارزه، ولحراكات الشرڭيين وهم هذه الأسرة التي بين أيدينا وكانوا موالين لقبيلة الرحاحله الحسانية..

وهذه الأسرة تنتسب إلى عمر لحراكي وتحديدا إلى ابنه ألمين، ثم لألمين من الولد اثنان: المختار واجريفين، وقد طغت شهرة اجريفين على المختار فكانت الأسرة تعرف بـ”أهل اجريفين” رغم أن السواد الأعظم من أدبائها ينحدرون من المختار، وهو ما حدا بالمعاصرين من أبناء المختار إلى القيام بثورة على ذلك الإسم واقتراح اسم أكثر شمولا: “أهل ألمين ول عمر لحراكي” غير أن ذلك لم يُرض البعض الآخر من أبناء الأسرة الذين أصروا على أن تحتفظ أسرتهم باسمها التاريخي “لا توقد افلخلاط”، وبما أننا نرى أن هذا التوجه ذو حق فقد قررنا أن نعتمد الإسم الجديد على أننا ننبه إلى أنه بديل الإسم التقليدي..

وتؤثر ڭفان متناثرة عن ألمين الجد الجامع للأسرة وأخرى عن ابنيه اجريفين والمختار، فمما وصل من أدب المختار:
الصدڭه ماهِ بالتسياف … ولا ينفع فيهَ زين الڭاف
ول آدم لاخبرهَ عرّاف … يتجه بيهَ للصمد
والجاهل يجعلهَ تصراف … وإخصر لاجرتهَ بالعد
ولسيدي ول المختار ول ألمين:
اسلامك ييامُ نبغيه … وكرمك حڭ ولانِ ناسيه
بيّ ذاك الّ نعرف فيه … من لمروّ هي والدين
واهلك معلومين أبديه … تشهد بيهَ لدميين
هاذَ كامل مقصودِ بيه … يلّ ما تفعل مرجع شين
لڭعود العاطينِ ينڭاد … والبيصات الڭبلُ ثنتين
نعرف عنهم معطَ لجواد … إدودنيقب المعلومين

غير أن البداية الفعلية للمدرسة الأدبية كانت مع المختار السالم ول محمد لاعلِ ول المختار ول ألمين ول عمر لحراكي، وهو المعروف شهرة بـ”الموزعيه”، عاش في النصف الثاني من القرن التاسع عشر وصدر القرن العشرين وتوفي سنة 1958، من أشهر أدبه قطعته ذات الموسيقى الصاخبة التي صاغها في مدح الشيخ محمد عبد الحي ول الصبار المجلسي:
محمد عبد الحي إسيخ … بغيك فالڭلب ابلا ندمَ
شيخ اشريف، وشيخ وشرنيخ … شيخ التربيه والخدمَ
السبڭك من شيخ ابتاريخ … م ڭط اعليك اجبر قدمَ
واللاهي يعڭبك من شيخ: … التقطاص افبل اليدمَ
الڭال انك مانك تقِّ … على الحق يالشيخ القِ
خبرُ: راهوالك شقِّ … مصيره جهنمَّ
ما ينمالك فالطرُقِ … ماهُ ذيك المستقيمَ
ثابت فيهَ تقِ نقِ … ولي قطب وغوث ونعمَ
على الحق مومن تقِّ … “إنّ للمتقينَ مَـــ..”
مومن والمومن كالبرقِ … على الصراط منحتمَ
تبغيك أولاد آدمْ.. مبقِ.. … هاويتك بني آدمَ
صدّيقْ وصاحبُ رفقِ … قد فاز من له انتمَ
يالفاهمِ يالحاذقِ … قد ينكرُ الفم طعمَ..
وادڭد ادجاوب بالرفق … حسادك يعطيهم لعمَ
بالبيانِ والمنطقِ … والمتمات المتمَّ
فالمغرب والمشرقِ … وَمَا بينهما ومَــ
بوك اشريف وشاعر واتقِ … ولا يُبارَ عند العلمَ
ياخيار أهل العدول الجود … يبياظ القلوب السود
شيخ اتعلڭ فيك اڭطع ڭود … متعلڭ فيك اعطش واحمَ
وحاسد سواك امن الحُسود … امع امرابط شيخ ابكلمَ
ذاك امساوِ بدر المولود … فالتمام ونجم الظلمَ
وامساوِ فالجري ام العود … ماهِ محكومَ باللجمَ
هي وابريذينِ يهود … امعرڭب واربَ من حلمَ
طبلك دينِ ولاهُ مجحود … ظاهر ماهُ طبل القتمَ
بادندان وبالذكر ارعود … قصدك بيه الدين الينمَ
واعزارَ واظيافين اڭعود … تتعطن كيف امزون المَ
واتعشيهم ما لحت العود … اعلَ الرشيَ ڭبل العتمَ
يشود الفصال ويشود … المساكين المنهزمَ
يعطّاي املّ لڭعود … وعطاي الڭطعَ والهجمَ
يدبوس السترَ واعمود … الدين ويرخو الحجمَ
تكثير القليل ابلا كوْد … عندك فيه اتعمّل لسمَ
وإبات القرآن الممدود … خبرُ فالناس المسلمَ
خرّص فالخازن والمورود … فسّر: ومن يوتَ الحكمَه
صايب بركة ليلة صعود … ڭبل العتمَ سيّد لُمَّ
وصايب بركة يومَ أحود … ويومَ بدر وَيومَ
حُنينٍ بطه المحمود … تخدي به الناقَ لدمَ
وانَ وجهتك للمعبود … فاخرتِ لا نجبر نقمَ
وزرتك يالشيخ الّ مسنود … اعليه امن اشياخ العلمَ
ذاك انتَ يالشيخ المورود … جلّاي الحزمَ والهزمَ
محمد عبد الحي..

ومن روائع أدب الحماسه قوله في عثمان ول ابراهيم اخليل التروزي:
عثمان الرجله فيه … هي والكرم اڭران
إبادلهم بيديه … بيه اتراويغ الشان
ذاك امنين إواسيه … إواسِ ذاك إبان
عثمان افبل امنين … إڭومُ لكوانين
تو احمار العينين … واتواهيج الدخان
تسمع فالڭبليين … آنَ عثمان اڭران
وتنظر فالتليين … راهُ عثمان إبان
واتغرش عن ثلثين … امن الغزي عثمان!

ويقول للأمير أحمد سالم ول ابراهيم السالم التروزي:
أمجار اعرب كل ابطال … تڭانت واعرب بُميّال
واعرب تجڭجه واعرب مال … وعَرب أطار وعَرب الصوفه
وعربان الرڭبه واڭلال … واعرب لخشب والڭرطوفه
يصوّاع اعدوك الزوال … إلين اتولِّ مكتوفه
ما يحسامُ عن كل اغزال … عند اڭبيل امُّ خنّوفه
يلِّ لعرب شورُ تندال … اعلَ شِ ڭلتُ معطوفه
معنوفه ما عنهَ يُسال … وڭبلت زاد انهَ معنوفه
يسند الطمّاع التُسال … الدَّين وجاتك مرصوفه
ما يوفَ يمول التعدال … شكرك.. ماهُ من شِ يوفَ..

وله في الأمير أحمد للديد:
طشت ملح أيد افحنش الصيد … فات إلين الَّفظ بيهَ
ولا لاهِ زاد أحمد للديد … بالعجله كون إواسيهَ
بيهلّ لمروّ والدين … فات إلين اخلطهم لثنين
ودار اعليهم بمر المعين … بَطالَ ما يخطَ فيهَ
ولا يخطَ فيهَ تو امنين … تخلڭ فالناس اتواجيهَ
يعمِ عنُّ عين امعايين … الحساد ويعدل فيهَ
بركت عدلُ فالمسلمين … والتسلاط اعل أعاديهَ
واحمد ڭاع ألا بين أمرين … لمروّ والدين افجيهَ
هاذُ ما يخطيهم لثنين … وهي ما يمكن يخطيهَ
ودايرهَ فالڭلب وليدين … واصابحهَ واماسيهَ
واتكيهَ عند الرجلين … من خوف اللعين إجيهَ
يبغيهَ يخزيه اللعين … واحمد لمروّ يبغيهَ

ويقول في إدودنيقب:
إدودنيقب ما انجبر … الّ كيفتهم فاصبر
فاڭيدِ كامل منظفر … يالما تخلعكم نوبَ
ڭاع امحاليّ تنجبر … ياهل الطاعه والتوبَ
لابدالِ ي اعلَ الفات … عت ابجوده مطبوبَ
من كل اغنم شاتين: شات … سكين وشات احلوبَ

وذات قفول من “غيبة” خاطبه ابن عمه سيدِ ول اچاه:
ڭمت وغبت ادّور التنزاه … غير الخاطر بعد إلَ غاب
الّ يُسوّل عنُّ ماه … الّ فوت، ڭد الّ جاب
فأجابه:
حد امسبڭ فيّ باغناه … ذاك الا ما تلبُ لحجاب
إنّ هذا يول اجّاه … يسيدي لشيء عُجاب

وكذلك كان أخوه محمذ السالم المعروف بمَمّاه أديبا مرموقا، يقول في محمد ول ابنُ عبدم الديماني:
ول ابنُ عبدم يالنزيه … يمحمد ڭمت أبديه
عالم واديب وڭمت افقيه … متقونن حڭ وممون
امجيك إڭيدِ متنڭليه … كوّنت الماهُ مكوّن
حاسِ ڭاسِ ڭمت اتلوصيه … بالفيدك ماهُ مُصوّن
والركب الجاك اتمرحب بيه … يمشِ من عندك ممون
وذكرك شايع ڭاع أبديه … فالدنيه برا وجوا

وله متندرا:
ذ المحصر هرّمنَ … بالضيعه واتسڭرِ
كل امريّ دخنَ … اتجِ تجرِ تجرِ
أيو يصاحبنَ … يالطبعك ما تفرِ
من بشنَ دڭڭنَ … ولّ مترِ، يذرِ
الهيه إشتتنَ … يخليكم بالجدرِ
مانِ حارث بشنَ … ولانِ حارث مترِ

وظهر ابن عمهم كذلك سيدي ول المختار ول اعلِ ول المختار ول ألمين ول عمر لحراكي المعروف بسيدي ول اچاه، واشتُهر بلبتوته القصيره والمحسنات اللفظية من لزوم وجناس ونحوهما، هو صاحب القطعة الظريفة الشهيره:
ثقله كونِ فاعلَ … تشواشِ يلعلَ
نمشِ فالليل اعلَ … رجليّ فالظلمه
مانِ واعد فعله … ولانِ واعد كلمه

وله:
عڭلِ توب اللعلَ … توبه ظرك اخثارت
تصبح واتبات اعلَ … ملت تنكفارت؟؟
عڭلِ كفحُ شلخُ … من ذُ الّ لُ تلخُ
باكليمات امتلخُ … عادُ تبعثارت
ڭالتهم منت الخُ … عيشةُ بعثارت
عڭلِ..

وله:
مانِ راجِ عند القهار … تخلڭلِ هاذَ الدهر أخبار
ڭابون امعَ آفوك ولحمار: … كيفن هبز آفوك افلحنوك
انهڭ لحمار ارخاه ودار … لحمار ولا راه المهلوك
ولّ لافوك ولحڭُ طار … ما رَ لحمار ومر آفوك
توفي رحمه الله سنة 1961 بتمبيعلِ وبها دُفن، وكان عقيما لم ينجب.

ثم ننتقلُ إلى الجيل الموالي، فمنه الداه ول محمذ السالم(مماه)، يقول لأهل التاڭلالت:
يهل التاڭلالت فالعامّْ … فالوسيتُ والّ ڭلتُ
شلتُ راص انعامه ذ العامْ … تالب ذاك الفتُّ شلتُ

ويقول لأسرة العلم والصلاح أهل محمودن:
أهل محمودن كاملين … ولايتهم عجلانَ
ماهِ روعه للمومنين … ولاهِ شرك الملانَ

ويقول لأهل سنْد من مجموعة أولاد أحمد انيوسف من ادابلحسن:
بيكم وخيرت وعامه … ياهل سنْدْ ومعهودَ
سنتكم سُنه تامه … ماهِ سُنه مزيودَ
أولاد أحمد من كل حين … انيوسف -هاذَ بعد زين-
علمه واشياخ وتابعين … فولاد آدم معهودَ
عدلتُ لاهل الدين عين … تدرميهَ مجبودَ
وللدين املّ كاردين … كره وحده مكرودَ
واهل اڭرايَ وامجودين … وانتومَ بل الجودَ

ومن هذا الجيل أيضا محمذ عُمر ول سيدِ ول محمد لاعلِ(ت 1967)، هو صاحب الڭاف الشهير:
معطَ مُلانَ هيلّ … دون السبه واتواطِ
والسبه ما تعطِ الّ … مُلانَ ماهُ عاطِ

ويقول في أحد قضاة أولاد ديمان:
قاضي بلك ما يلتحڭ … فالحڭ ويسوَ ڭاع دڭ
ارڭيڭ الوعدك مول حڭ … نصرلُ عن لباطل
واغليظ ابّاطل جاك رڭ … ذاكوّ نبتك باطل
وخليت الحڭ ألا الحڭ … وخليت الباطل باطل

وله:
ما لاهي يشطنِّ تدبير … ابشِ قليل ولا كثير
بيّ باط الّ يالقدير … نعرف عنك -وان ضعيف-
الكريم انتَ والخبير … انتَ وانتَ زاد اللطيف

ويقول:
حامدلك يلّ كونِّ … من عدم متيقن عنِّ
رازقني زاد وضامنِّ … والذاك النذخر تعطينِ
تعطينِ ذاك المتمنِّ … وحاكم عنِّ شِ واذينِ
حامدلك ذ الحاكم عنِّ … وحامدلك ذاك العاطينِ

يحيلني الحديث عن محمذ عُمر إلى قصة وقعت له وابن عمه الداه ول محمذ السالم ول محمد لاعلِ المتقدم، حيث يروى أنهما دخلا نزاعا على الأرض مع طرف ثان زمن المستعمر، وكان عبد الله ول الشيخ سيديّ الرجل الأكثر اعتبارا عند المستعمر أنذاك ولاسيما في منطقة الڭبله، فتوجها إليه يريدان الإنصاف، فلما قدِما عليه قال محمذ عُمر:
راص انعامت لجواد بيه … فت اشكرتك والرايَ
وشكرك ذاك الّ ڭمت فيه … فرظ انخليه اورايَ
يلّ للعدل افتحت باب … وراعيه اعلَ لفتيح طاب
ورحمه للخلق ألا اسحاب … مضروبه بيك الغايَ
وببان اللمر إلا اصعاب … وفاتح باب الشكايَ
عبد الله وافتحت باب … لاهل الحديث ولايَ
وباب اللوكيل ولاشراب … وباب التعدال الغايَ
وحكمك سيحان امن اتراب … ادجوليه الڭردايَ
فقال له الداه: نحنُ جئنا لقضاء حاجة ولم نأت لمدح ول الشيخ سيديّ في محله فهذا تحصيل حاصل ومخض مياه لا يحصل غير ماء، فقال له محمذ عُمر: هات ما عندك، فقال على البديهة تماشيا مع ڭاف محمذ عمر:
يلّ فالستره غايتك … جابرهَ من بدايتك
وذيك الناس الّ جايتك … تحكِ شكرك قرّايَ
ڭالت عنّك باروايتك … لك عن لشياخ اروايَ
واعلم ڭمت افبدايتك … منهم واظهر وَلايَ
واڭرَ منهم واڭرايتك … زاد أزين من لڭرايَ
راص انعامت لشياخ..
يالحد انفعتُ ينتفع … يالسمعك فوڭ امن اسمع
واعلَ لڭلوبه منطلع … بالرفق وبالوَلايَ
لحركات اندورُ النفع … وانزروك افدعايَ
واشرع هون آبَ ينڭطع … وعاد انّ راص اروايَ
ضعنَ فيه أشد الضيع … وفيه ادخلنَ وعرايَ
راص اناعمت لشياخ..

ومن أبرز ذلك الجيل سيدي ول محمذ السالم(ممّاه)، وقد اشتُهر بأدب البجوان، فقد كان له جمل قوي نجيب يسميه “ول اخروفه”، وزاد هذا الجمل على ذلك أنه كان يهتدي لوحده، فذات سفر ضلّ سيدي الطريق وهو ممتطيه، فما كان من الجمل إلا أن أخذ المبادرة وجعل يطوي الأرض إلى أقرب نقطة مائية وهي بئر انواكل شمال غرب بوتلميت، فصار سيدي يقول:
ول اخروفه ذ العام فار ــــــ وافَ شيبانِ عاد فار
دهرُ مزال اسغير سار … بيه ولا بيه انواكل
وامنين اركبتُ فيروار … فتران اعلَ شِ تاكل
ذانَ بديت اعل آوكار … وامطليش ولبعاكل
واذراع البڭره يوم ڭار … ذاهب تخمامِ راكل
فز امشرڭ عجلان بار … ڭالع راصُ يتواكل
هو ڭاع أثرُ يستنار … امعيّن فم انواكل

وذات سفر أعجبته سرعته وقدرته على التحمل فقال فيه:
ول اخروفه ما فيه دڭ … من شِ حڭ ولا يلتحڭ
عظم الغلظ الّ ما إرڭ … علمُ بيهَ يڭومِ
وامنين اركبتُ مسترڭ … بيه امّتن قدومِ
ذانَ بديت افكل رڭ … عاڭر واذراع امتومِ
خرصتُ عرڭُ ماهْ ناز … وانَ ذ ڭد اهمومِ
فاڭلال وعلب آزواز ــــــــ ڭيّ امهد التومِ

ويقول فيه:
من عند إڭيدِ للجام … إلَ دمان البرّْجام
هاذَ بديت اعليه تام … غير افجملِ مَ بانت
كرّدتُ فاي امنين ڭام … من بل النبكه كانت
فم آڭلال وذاك هام … للتاڭلالت عانت
لاذراع البڭره ذاك وامـــــــشكشل لڭرع فرنانت
ورتڭهَ ذيكِ زاد وامـــــــــمّدن لخبار اهجانت
فوت ازمين ألا انكوص … لاعكيلت تجكانت
لتوميات اغفاييت بوصـــــــــريطه والتامشانت

ويقول في الإستسقاء:
يلّ كرمك فالكون بد … والحي انتَ والدايم
واعلَ خلقك ذ اليجتهد … انتَ هو الّ قايم
يالله اعبيدك فاصلين … فيك وطمّاع وخايفين
منك واسڭيهم كاملين … وابلادك والبهايم
بامطار امتان امباركين … واجعلهم من كرايم
مُلانَ فك المومنين … من بوس أهل الجرايم
يلّ كرمك..

ويقول في رثاء أخيه الداه:
امشَ مودع للمجيد … المرحوم الداه السعيد
وكفى بالله شهيد … ألّ مات أمنادم ثمين
عند الناس اڭريّب وابعيد … يبغوه الناس المعلومين
فالمسامع والمشاهيد … والمساعِ فامور الدين
يالله أفتحلُ بيت اجديد … فالجنه يجبر حور العين
واهديه الصراط الحميد … واشرابُ كأسٌ من معين
واتبارك فالخلّ واتزيد … نعمتهم واتللهم آمين
الدنيه ماهِ شِ حت … واصل اعڭوبتهَ مشتّ
لا تنسَ يقينك يانتَ … اجدودك ڭبل الداه امنين؟
لا حول ولا قوة … فامانة رب اكريم احنين
نعرف عن لا مُصيبة … بعد سيد المرسلين

توفي رحمه الله سنة 2013.

ومن هذا الجيل أيضا حبيب ول سيدِ ول محمد لاعلِ(توفي 2004)، اشتُهر قوله:
مارُ والسكّر كل حد … إجِ عنهم وارد رد
عنهم غارُ، يغير بعد … صرتهم ما خفت آنَ
عن لاهِ يفرغ رزق عبد … نازلُّ من مُلانَ
معطَ مُلانَ ما ايغور … زڭر لبحر والڭانَ
واملَ نصره واملَ آنغور … والتيشليت املانَ

ويقول في رثاء البرا ول ألمين ول سيدي الديماني:
اتبان الدنيه كدّارَ … اعلَ لخلاڭ وضرارَ
هاذِ فيهَ ماهِ مارَ … لكان البُكا ماهُ شين
إبَكينِ بعد البارَ … ول ألمين الّ ثمين
القطب الّ ما يُبارَ … العالم لكبير العيين
فالتاڭلالت نوارَ … أعطيه الرحمه يالمتين
وامسيكنين الدَّيارَ … مُراه وكيف أهل ألمين
وامسيكنين الفُقارَ … وامسيكنين المساكين

ثم ننتقل إلى الجيل الثالث وهو جيل المعاصرين، فمنه سيدِ ول أحمد سالم ول اجريفين رحمه الله، ولد بداية القرن العشرين وتوفي في تسعيناته، اشتُهر بالتدين والإقبال على شأنه والبعد عن الأضواء خاصة في أواخر حياته، يقول:
امنين خلّق ملانَ … لكوان من فضل امبينَ
وساهْ فينَ بمانَ … مرسول من لطفُ بينَ
وامنين جانَ بارسالَ … يالله وجهُ يتلالَ
اتلات تتعدل حالَ … للدين من فم امتينَ
وارسول -ماهِ مقالَ- … أخيار مشفّع فينَ

ويقول في أهل المُبارك:
مده فالستره وادهَ … والهَ فالدرجه رايَ
لمروه هي وادهَ … والدين امعَ لڭرايَ
أهل المبارك -والشهود … اعلَ ذَ عندِ دون كود-
عنهم بالمد احياو ڭود … فالشكر ابلا نهايَ
قبيلة ستره ما اتلود … عن حد إدوّر غايَ

ويقول في مدح محمد ول ودّاد السملالي:
محمد هاذَ ڭام باد … شكرُ عند المجّادَ
بيه الجايب من بوه زاد … الشرف والسيادَ
اطفل متعدل كل جيل … امڭنيِّ فيه ابلا امثيل
مارڭ ودّاد ابلا اجميل … فيه اللسنَ تدڭادَ
بالشكر الزين الّ ادليل … اعلَ كثرت لفادَ

ومن هذا الجيل أحمدُّ ول محمد ول حمدي ول المختار ول اجريفين حفظه الله، له:
تسدارِ يامس فيه اوطيت … افلورين وڭفيت وجيت
لاحسيْ ألمين ووليت … مستڭبل كارد ذيك العين
الّ من ڭبلت تيشليت … لورين وبينات الوكرين
ما ريت الكنت انرَ وابڭيت … ڭابظنِ من ذاك ادزڭنين
وازڭننت امڭافِ ما ريت … ذاك ولا باط اعرفت امنين
ولورين امع ذاك اشكلّ … ماتَ لورين اتلَ مسكين
واحسي ألمين املّ … ماتَ زاد احسي ألمين

وله:
افهاذَ لبلد ما انبات … والدنيه يسو لا اخلات
ويسو لا عمرت وامتلات … امن المال ولهالِ
والتمانوكت والثبات … بلفيهَ من شِ غالِ
امال البارح كون جات … بته منت اليدالي
ڭالتلِ عنهَ جابرَ … ذ الحد الّ يزهالِ
وانَ راحلتِ جابرَ … وابجملِ واززالِ

وسأتطفل باقتراح أن تكون التافلويتان الاخيرتان هكذا: “وانَ راحلتِ جابره … وركاب وبززالِ” وهكذا تكتمل العناصر الأساسية للسفر.

ومن جيل المعاصرين من الأسرة القاضي المتقاعد أحمد ول أحمد سالم ول اجريفين أطال الله بقاءه، وهو شاعر بالفصحى والعامية، يقول في رثاء الأديب ورجل الدولة محمد عبد الله ول الحسن والد النابغة جمال رحمه الله:
تنبهنا فجائعُ لا تُعد … ولكن لا ترانا نستعد
تمر بنا المصائب كل يوم … تِباعا تستمر وتستجد
وأدهاها وأصعبها مساغا … من الأقمار غيبة من نود
أبا يحيى لموتك ذكريات … لها الأجيال قادمة تحد
بكينا يوم موتك وانتحبنا … وهل قدرٌ بمدمعنا يُرَد؟
مُصابك ليس يوصف بالقوافي … جلالُ الرزء من وصف أشد
وعندك لو نطقت من المعانى … ومن ألفاظها دُرر وشُهد
نعوك فقلت كيف إذا يُوارى … أيمكن أن يضم البحرَ لحد؟!!
تفرّدَ بالمكارم والمعالي … وعاش بكل ذلك يستبد
بكاه اليوم شعب ليس ينسى … مواقفَه الشريفة إذ تعد
يناديه فيفضح كل جور … بحزم شابه ورع وزهد
جريئ ليس فى حق يُحابى … جسور لا يُرد ولا يُصد
فلا خوفا تراه يلط حقا … ولا طمعا تراه الحقَّ يعدو
فصبرا يا عُفاة اليوم صبرا … فما رد الكرام؟ فيسترد
وصبرا يا أراملُ يا يتامى … وجل مصابكم والخطب إد
إلهى ارحمه واغفر ما جناه … وبارك فى الخلائف منه بعد
وعاش البيتُ ثَم له “جمال” … وعزٌ لا ينازِع فيه نِد
و”يحيى” ذلك المجد المبقى … لأزر المجد مكتسبا يشد
فما “حسن” مضى الآباء عنه … بأدون بعدُ من حسن يعد
ولا حمدا تليدا ورثوه … بـ”أحمد” من محامد تستجد
جدود خلفت مجدا مَشيدا … لمن صانوا وزادوا حين جَدوا
إلهي ارحم أولئك وارض عنهم … وأوزع هؤلاء ليستعدوا
لهم منا الأماني طيباتٍ: … سلامٌ صحةٌ ظفَرٌ ورُشد

وهو القائل:
مندرتِ ي الجلال … كان الدنيه مزال
يوره فيهَ فالحال … انويبه كيف ازمين
منزلنَ فانوال … احداد ام ارويصين
وكانك مزلت اتعيد … بانويبه كيف ازمين
موخظنَ ساحل تيد ـــــــ أمّلين امّلين

ومن هذا الجيل كذلك الأديب المختار ول الداه ول محمذ السالم، له في المديح النبوي:
ما يبتد اعلَ مدح ارسول … على تفنُنْ واصفيه
من حسنه نص ابلا مول … ڭاع البداع إبد اعليه
مدحُ كاد الّ من وزان … يحصيه وبداع وهيدان
يحصيه وقصايد حسان … واشعارُ ما ڭدت تحصيه
وكعب أشعارُ بالمدح اڭران … وعباس ابن مرداس اعليه
والبراعِ مول الديوان … وكاد البوصيري فتواليه
ومداحت بعنان العربان … ما ڭدّت تحصيه أبديه
واغلب مداحت موريتان … باشعارُ واغنَ حسّانيه
مدحُ مولانَ فالقرآن … ومدحوه الرسلَ ڭبل امجيه
والله إلَ ج كل ازمان … شعارُ مدحوه أهاليه
ما يبتد اعل مدح ارسول..

وله:
معطَ ربّ ما نجحدُ … هو الّ رازقنِ وحدُ
وهو ربّ وانَ عبدُ … واملّ هو خلاقِ
رزقِ ما يشطنِّ بعدُ … من عند العزيز الباقِ
وحد افرق ذاك الّ عندُ … ولّ ما رَ ذاك الباقِ
“وما عندكم ينفدُ … وما عند الله باقِ”
طمعِ فلّ ذ اليعطِ باد … الرب البيه اشتياقِ
ماه انّ طامع فالعباد … طامع فيه ألا خلّاقِ

يقول في رجل اسمه “بنيوڭ”:
يبنيوڭ البيّ نبغيك … ولانِ زاد افعزك فردِ
تعرظ لتلاميذك فامجيك … فاوقات الحرِّ والبردِ
ولانك ڭابل حد أراعيك … عنك ڭد الخاظ إتردِ
واعظيم ولا مڭفول اعليك … واملِّ مانك مُڭردِ!

ومن هذا الجيل الأستاذ والأكاديمي عُبيدًا ول ابراهيم ول اجريفين، مولود نهاية الستينات في ضواحي المذرذره، حاصل على عدة تزكيات في مجال التعليم إحداها من وزارة التعليم العالي المصرية، ويعمل حاليا منعشا تربويا بمقاطعة الرياض في ولاية انواكشوط الجنوبية، له:
أخلاڭِ نكدانَ … من ڭلّت ملڭانَ
هذانَ ياغلانَ … نتڭلّڭ واخلاڭِ
من هاذَ منهانَ … كافِ من تڭلاڭِ
هذانَ شوفِ عت … شِ فاخلاڭِ باڭِ
واشلك يخيتِ باتـــــــبڭِّ شِ فاخلاڭِ

ويقول وهو إذ ذاك معلّم في الحوض الشرقي:
سعدك يلّ تميت … الحد الّ تهواه
الوقت الّ رفيت … اعلَ مرياه اتراه

وله:
الغات اعليّ يحييهَ … لا يشقينِ تو امجيهَ
لاجتماع الحزب، وبيهَ … عزت تكتلنِ بالتلياع
اوڭفت امعاهَ -يخليهَ … ولا يشقينِ- تو اجتماع
القياده شفت أڭادَ … وڭلب ادّيرُ واصراع ولا اعــــ
ــڭبت اجتماع القيادَ … وأڭادَ والڭلب ولصراع!

ومن الجيل المعاصر كذلك أستاذي أحمدُّ ول الداه ول محمذ السالم حفظه الله، ويعتبره أبناء الأسرة عميدها حاليا، وهو صاحب الطلعه التي افتتحنا بها الموضوع: محال بداع إحاكِ.. وهو القائل أيضا:
لاحڭ ذ الشيطان يعرف … عنيان م تيت يطرف
لِ عين، ولا تيت نصرف … فاللهو التخمام
أسكهل من ذاك واشرف … حامد للڭسام
وعندِ زاد الّ امسحرف … عينِ عن لحرام
وازدح من ديدحانه … والمنهَ لسقام
فالريان، ولاهوانَ … ڭاع اتليت الهام
لعدنّ فالعز نحرڭ … سعي ول حد نصرڭ
ماهُ فالِ مانِ أزرڭ … شيبانِ حزّام
واذل امن أڭيش مطرڭ … واغير من لحمام
وازدّح من ديدحانه..
و”الديدحانه” طائر في مشيته تبختر كأنه “يزدح”!!

ومن الجيل المُعاصر كذلك الدكتور أحمدُّ ول محمد سعيد ول اجريفين، القائل:
فاصل حڭ افلطفك يالحي … المعبود الفصل المنعوت
فاصل فيه الّ نعطِ حي … واصل افصل فيه امنين انموت

وله:
التنظبيع اربيع جيت … جابِ من ڭد الجابر
والّ من حزمِ ڭط ريت … افتنظبيع اجّابر

وله:
نعرف علب الجوال افريف … كر الصيف التالِ نظيف
بيه الجدب ودوام انسيف … الرياح وڭلّت لمطار
تتمناه أخلاڭِ وانجِ افـــــــــــكل اسبوع امديمس لوكار
الريان، اندور اتخذريف … اعل علب الريان انهار
واعلَ قردُ ذاك الّ كيف … اذهب يصفار افلصفرار
ڭالولِ عنُّ عاد اخريف … وإلَ عادت ذيكِ لخبار
علب الجوال الّ غردُ … كان اذهب من سابڭ لخظار
ظرك افلخريف إلا كردُ … لخظار.. اتعود اطرات أخبار

ومن أدباء الأسرة المعاصرين محمد يحيَ ول الديماني ول اجريفين، المولود في حدود 1970 بالمذرذره، شاعر بالفصحى والعامية، له:
مُبحر فيك دون أي وسيله … فتعاليْ لنجدتي يا بخيله
سُفني قد تحطمت في طريقي … لنجاتي في رحلتي المستحيله
أركب الموج هاربا عن مصير … كتبته يد القضاء الجليله
زورق الثلج قد أذابته شمس … بلهيب بعثتِه لتُزيله
وغمامٌ بوابلٍ من شُجون … أغرقتني مياهه السلسبيله
وعصافيرُ غابة البحر لما … رمقتني بأعين مكحوله
هجرتني وغنت ألحان حزن … كالحمام الذي يغني هديله
وذوت كل وردة وتلاشت … ونسيم الأريج ضل سبيله
لتضيق الحياة ذرعا وتبقى … شذرات حقيرة وضئيله
لكن الحب يا حبيبةُ أسمى … رغم كل الجراح يبقى فضيله
وإليك انتهت شواطئ حبي … يا ترى هل بلغتِ ما أنتهي له؟!
فيكِ أحببتُ عِفة وجمالا … كان مسعى لخاطري ومُيوله
فكفى يا حبيبتي إن مثلي … لجديرٌ بأن تردي جميله
شاركيني عزيزتي بوفاء … لنُحيل الصِّعاب صرعى ذليله
وخذي الثأرَ منك أنتِ لنفسي … قد ظلمتِ الحبيبَ فاشفي غليله

وله وهو إذ ذاك بالإمارات:
أيا موطن الأحباب والأهل والمأوى … أناجيك من بُعد فهل تسمع النجوى؟
أناجيك والقلب المتيم هائم … من الشوق لا يلقى هناء ولا سلوى
فقد ذُقت صاب البين والهجر بعدما … شربتُ زُلال الوصل لما غدا حُلوا
إذا ما بدا طيف الخيال يصيبني … بشتى هموم الشوق والشجو والشكوى
أحن إلى أرضٍ ترعرعتُ فوقها … ونلتُ بها الإشراق والصفوَ والصحوا
إلى بلد عانقتُ فيه أحبتي … حبيبا حبيبا والنفوس به نجوى
ديار جنينا ما جنينا بأرضها … قرأنا بها الأشعار والصرفَ والنحوا
شربنا كؤوس الشاي في جنباتها … مع الأهل والخلانَ نستلهم اللهوا
طربا وأنشدنا القوافي بها كما … سمعنا بها الألحان والعزفَ والشدوا
تصارعُ أحزاني وشوقي تجلدي … فلا أستطيع الصبرَ عنها ولا أقوى
وهل يستطيع الصبرَ من كان تائها … غريبا يقاسي الهم والشوق والشجوا
بدت غربتي لما غدوتُ مفارقا … بلادي وخلاني جلاء بلا جدوى
فؤادي إذا كانت لديك إرادة … تمهّل، فخير الناس أثبتهم خطوا
أخاف على قلبي وروحي ومهجتي … وأخشى على إحساس عينَيّ أن يطوى
فلو كانت الدنيا تسير على هوى … لما كنتُ من حر النوى والجوى أُكوى
وما كانت الأشواق ترمي مشاعري … ولكنها ليست تسير على الأهوا
سلام على شعب عزيز مُحبب … وطوبى لأرض الإستقامة والتقوى
أحييك يا شنقيط ألف تحية … فقد كنتِ أغلى ما أحب وما أهوى

وذات مرة زاره خاله الأديب أحمدُّ ول الداه المتقدم فغيّر ملابسه عنده بالمنزل، ويبدو أنه نسي بعضها بينه سروال، وطال الأمد ولم يأت لأخذه ولا أرسل يسأل عنه، فأرسل إليه محمد يحي:
الشاعر لديب الظريف … انسَ سروالُ مذالُ
ڭطيتُ شفتُ شاعر كيف … أحمدُّ ناسِ سروالُ؟!
فأجابه أحمدُّ:
حڭ السروال انسيتُ فم … يامس ماهْ ألّ مذالُ
ولا تڭلع ش حد إلا لم … لين إجِ خالُ سروالُ
فقال محمد يحي:
مڭوّم، غير اشطيّر بعد … سروال أمنادم من بالُ؟!
والّ ينسَ سروالُ حد … مانِ عارف ڭاع أمّالُ!
فقال أحمدُّ:
محمد يحيَ كيفت ڭلت … جابرلِ مقصد يلالُ
فرصه وانتهزهَ، مزلت … انڭد ألا نجبرهالُ
فقال محمد يحيَ:
حد إدوّر فرصه نكريك … تمنعهالُ فيك أمالُ
يڭدر يجبرهَ فيك وبيك … التعدال اتعدلهالُ!
فقال أحمدُّ:
حد افسروالِ نسّانِ … واجبر مقصد فيه وڭالُ
أثرُ يحيَ وانَ مانِ … عارف عن ذَ كيف اكحالُ
فقال محمد يحيَ:
مانحتاج أعل توضيح اتـــــــهامك واضح تذيالُ
تختير اتعدلهَ طيحت … ول اعرب.. ذ ما ذَ حالُ
فقال أحمدُّ منهيا الممازحة:
ڭيفان اڭطاعِ لا وصلُ … يم اثمن ڭفان اطوالُ
وامساخُ، ذ للودلُ … محمد يحيَ ما ڭالُ


مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى