الأخبارثقافة

المقامة الأطارية / المختار ولد حامدن

المقامة الأطارية كتبها المختار بن حامد خريف عام 1943 حينما تم انتدابه مدرسا لمادة اللغة العربية فى مدينة أطار وذكر فيها جميع الأعلام الذين التقاهم خلال رحلته وهم : أحمد سالم الملقب الشاه بن محمد سيديا بن الشيخ احمد للفالي الأبهمي ولد فى انيفرار حوالي 1906 وقد كان وليا صالحا صادقا ورعا مشاركا فى العلوم مستجاب الدعوة توفي رحمه الله سنة 1979، ومنهم المختار أم بن ماهي، وكان شريكا للشاه ودكانهما في انواكشوط، وهو المختار أم بن ماهي بن البيتوره اليدالي ولد سنة 1890 بالمنار نشأ فى بيت علم وصلاح وكان من أوائل شخصيات تشمشة التى استقرت بانوكشوط توفي سنة 1970 وترك أنظاما فقهية و مؤلفات في فنون شتى ومقطوعات شعرية فصيحة وحسانية. ومن شخصيات المقامة صاحب المأدبة أحمدو بدى بن الأفظل بن أحمذ بن زياد ولد فى انيفرار حوالي 1905 وقد كان رجلا صالحا زاهدا كامل السخاء و الورع سائحا معرضا عن الدنيا سكن في نواكشوط ، ثم ارتحل عنه في آخر عمره إلى احسي صمب جنوب روصو و به توفي 1981، ومن شخصياتها محمد صالح الملقب النن وهو شقيق الشاه وقد ولد حوالي 1912 فى انيفرار و كان مثالا في الكرم و حسن الخلق و دماثته و الإقبال على العبادة عمل مترجما ثم حاكما و كان في الكل محمود السيرة توفي رحمه الله سنة 1979، ومنهم سيد محمد بن عبد الرحيم بن الشيخ أحمد للفالي ولد سنة 1919 وقد عاش سيدا كريما مخبتا مقبلا على الذكر وتلاوة القرآن ، عمل مترجما ثم حاكما، توفي سنة 1991، ومن شخصياتها أحمد بن عبد الله بن المنير العلوى الشنقيطى ولد سنة 1920 كان من رجالات العلم والمعرفة وشغل عدة مناصب إدارية، توفي سنة 1998 ، ومن شخصبات المقامة محفوظ بن أحمد سالم بن ببوط كان من بيوتات الرئاسة فى أولاد غيلان، ومن شخصياتها القاضى محمد سالم بن الحبيب بن الحسين بن عبد الحي الرقيبي، اشتهر فى الشمال بالعلم والتدريس والقضاء، له عدة مؤلفات فى الفقه والتاريخ وغيرها. وعبد الرحمن النقلى بن المدنى حفيد سيدى أعمر الشريف الجزائري ولد سنة 1914 و قد أوفدته الحكومة الفرنسية إلى المنتبذ القصي ضمن البعثة التعليمية الجزائرية وكان أحد ألمع أعضائها وأغزرهم علما ومعرفة. توفي سنة 1990، إضافة إلى سائق الشاحنة ماسير اديوب من حمهورية مالى، ومستيك كان مرافق السائق ماسير ومعاونه. نص المقامة :”لما اختار المختار * التوجه إلى أطار * في صورة أستاذ معلم * وهو في الحقيقة تلميذ متعلم * وصدر له من الحكومة الأمر بالسير * بكر على السيارة بكور الطير* قال فركبت منها على غارب قارب هارب * يقرب الأباعد ويبعد الأقارب * فألقاني من يومه في قرية القوارب * فابتدأت من ثم المسير * على سيارة (مسير )* بعد أن مكثت أرقبها * ثلاثا أحسبها * فلما جاءت وحملت أثقالها * وحان انتقالها * وتهيأ لخروجها من القوارب * بت منها بليلة القارب *فلما تقضى الليل إلا أقله :: وكادت توالي نجمه تتغورركبت مع سادات *حسنى الشارات * على تلك السيارات * فخرجن بنا يتجارين ويتبارين * فلما وقفنا على العائد وقوف العلوي على برين :تلفت نحو الحي حتى وجدتني :: وجعت من الإصغاء ليتا وأخدعابكت عيني اليسرى فلما جزرتها :: عن الجهل بعد الحلم أسبلتا معافألقتنا حين طلعت الشمس في أفطوط *وحين سامتت الرأس في انواكشوط * فمكثت مع الشاهِ * والمختار أم بن ماهِ * مدة إدارة كؤوس الشاه * ثم خرجت معهما إلى عند * بيت أحمد بد * فاجتمعنا على مائدة * ذات فائدة * من هريسة نفيسة * وشهي الشاه * وأدب وملاه *ثم قام المنذر * وتلاه المعذر * بأن السيارات تأهبت * وأن نارها قد التهبت * فركضنا إليها * وركبنا عليها * ولها أشد الهل * في قطع تافل * فجالت في فيافيها * وأثارت نقعا فيها * ولاعبت الريح عشية إذن القسطل * حتى استوى الرمل والكديد المركل * فكأنها الرعاة في أذناب صعاب الإبل * ثم إن إحداهن * وكانت أعداهن * عرض لها * ما عضلها * فأعرجها وأعاجها * وأرجعها أدراجها * فرفست الحداء * ونبست العوراء * وانعكست إلى الوراء * فتنفست منها الصعداء * بشهيق ونخير * وحريق وزفير* فكأنما في المآخير * لها مناخير * أو فيها نافخ كير * أخو صوت نكير * ثم قام لها العبيد * ولهم مقامع من حديد * فجبروا كسرها * وشدوا أسرها * وأجدوا دسرها * فقامت في الحال * كأنما نشطت من عقال *( وأنشأ السائق يحدوا وطفق )* والسيارات تعدوا وتستبق * فكأنما في جآجها رعود * أو همهمت الأسود * أو هدير عود * أو حنين ذود * أو طبول تضرب * أو زنوج تطرب * أو ظليم يؤج * أو حجيج يضج * أو سحاب تنأج * أو طبيخ ينضج * فألقتنا تلك العشية * عند أخبية بالظبيعية * فاشتغلنا بالعشاء * بالشاه ولحم الشاء * ثم صلينا العشاء * وسمرنا مدة ونمنا * فلما أسحرنا قمنا * وعدنا إلى مراكبنا * فلما استقلت للظعن بنا *قلنا : بيس والله السير * على بيس العير * المثل الشهير *فجالت في خط النشير * وطوت من نشره أي حصير *فلها هباب في النشير كأنها :: صهباء خف مع الجنوب جهامهافصلينا عند تماكوط الصبح * ووصلنا أكجوجت والشمس قيد الرمح * فيارب يوم لك منهن صالح * ولا سيما يوم عند محمد صالح *فكان ما كان مما لست أذكره :: فظن خيرا ولا تسأل عن الخبرثم قامت تتهادى وتتعادى * مثنى وفرادى * (وماسير ) حاديها * و(مستك ) هاديهافشج بها الأماعزفهي تهوي :: هوي الدلو أسلمها الرشاءفما مضت سوائع * إلا وهي طوالع * على عين أهل الطائع * على طريق وعرة * متعرجة يمنة ويسرة * كأنها مجرى ماء * أو برود صنعاء * أو حصير حلفاء * تأنقت فيها الدابغة * والناسجة والصابغة * وكأنها تعنى بقول النابغة :كأن مجر الرامسات ذيولها :: عليه حصير نمقته الصوانعوكأنها سوابح * في تلك المنادح * المسواة بالصفائح * سيول تنصب أو غمام ينجاب * او آفاع تنساب * أو وطاب تمخض * أو مقرب تتمخض * فما زالت في ذلك السبح * حتى استوت بنا على السفح * طلوعك على السلم إلى السطح * فتنورنا النيار* وقلنا تلك أضواء أطار * فما طالت الحال * ولا كثر المقال * حتى وقفن بنا على كنوال * فقلت لها بلسان الحال :إذا بلغتني وحملت رحلي :: عرابة فاشرقي بدم الوتينفدخلت من فوري على المدير* وتمثلت بالبيت الشهير :فألقت عصاها واستقر بها النوى :: كماقر عينا بالإياب المسافرفلقينى بوجه رحب * ومنطق عذب * وآواني إلى بيت وضيء * وفراش وطيء * قد ظوهرت الفراء فيه * ونشرت الوسائد في جانبيه * وأحضر للسلام علي التلامذة * ولإكرامي الأساتذة * فلو رأيت السكر إذ كسر * والمفتول الأخضر إذ أحضر * والكاسات إذ صفت وبالإبريق حفت * وأقعدت الطاولة * مقعد القابلة * فجاء المغراج غاليا * وعلى الكانون عاليا * وقام الفتى محفوظ يدير * وهو عن يمين المدير * وعن يمينه ابن المنير * وبين يديه سراج منير * وسيد محمد إلى اليمين * وإلى يمينه هذا المسكين * وعن يمينه العالم * الأستاذ محمد سالم * وسمعتهم يتجاذبون أطراف الحديث * وطرفا من التاريخ القديم والحديث * لعجبت من فصاحة المدير إذ فاه * وأحضر شنا ففتح فاه * وانتخب أطيب ما فيه واصطفاه * فأخرج أعذب من ظمي الشفاه * ألا وهو تمر النخلة الصالحة * المعروفة بالفالحة * فكانت تلك المفتوحة هي القاتحة * فلما صدرنا عنها * وقضينا نهمة منها * وشربنا فنقعنا الغلة * وشفينا العلة *لإن كنت مصفورا فهذا دواءه :: وإن كنت غرثانا فذا يوم تشبعأبرز الأرز وعليه لحم سمين * وسمن ثمين * ثم أعيدت الكؤوس ثانية * وكانت قطوفها دانية * فوحق (سورة المائدة) * ما رأيت مثل صورة تلك المائدة * إلا ما ئدتنا يوم العيد * إذ فتحت الفاتحة من جديد * وأشفعت بالثريد * وضربت الكؤوس * وطابت النفوس * فكان يوما مشهورا * وعيدا مذكورا * قال بمناسبته * يهنئ المدير بعض تلامذته * أهنئ بهذا العيد واليوم السعيد * واستقبال العام الجديد * مدير مدرستنا * ومرقي ناشئتنا * وباعث روح النشاط وهمة التعليم فينا * منقذنا من ظلمة الجهالة * وعمه الهمجية * المنتهى إليه في العلم العقلي والنقللي * حضرة السيد عبد الرحمن النقلي :حمدت وأيم الله جل جـــــــوارك :: أمدرسة النقلي مذ كنت جـــاركلقيت لديك الأمن واليمن والهـــنا :: فعندك يلقى الكل من كان زاركففيك المدير الفاضل العالم الـــذي :: بأنوار انواع العلوم أنـــــــاركوفيك اشتغال للعلوم جميعـــــــها :: فذلك علم النحو يمــــــــلأ داركوتلك علوم الفقه ذات مـــــــدارك :: مديرك فيها لم يكن بــــمشارَكوفيك بنو الأخيار من كل مــعشر :: تهنئ بالعام الجديد خيـــــــــاركونهدي إلى الحبر المدير سلامـنا :: ونرجو له استقبال عام مبــــارك”

نقلا عن صفحة المدون الكبير / إكس ولد إكس اگرگ


مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى