الأخبار

المرشح ولد بوبكر يتحدث عن ماضيه مع الأنظمة وينشد من شعره

من مداخلة رائعة للمترشح سيدي محمد ولد بوبكر في لقائه البارحة مع شباب تواصل:

“يتهمني البعض بأني مرشح هذا النظام وبأني كنت أخدم نظام معاوية، والحقيقية أنني كنت أخدم الدولة التي صرفت على تعليمي منذ الستينات في الداخل وفي الخارج، دون أن تحتاج أسرتي المتواضعة إلى أن تصرف في تعليمي فلسا واحدا.. وعندما تخرجت توظفت مديرا للخزانة في انواذيبو ثم عينني ولد هيداله وعمري 25 سنة على الخزانة العامة للجمهورية الإسلامية الموريتانية، ولما طرح موضوع تعييني في مجلس الوزراء قال بعضهم إن عمري لا يسمح بتقلد مثل هذه الوظيفة، فقال له وزير المالية آنذاك سيدي ولد أحمد ديه: سيدي محمد ولد بوبكر كان يدرس معي، وكان الأول على دفعتنا فإن كان بإمكاني أنا أن أكون وزيرا للمالية فبإمكانه هو أن يكون على الخزانة العام للدولة.
ومع الانقلاب على ولد هيداله قام ولد الطايع الذي كان رئيسي وأحترمه بتجريدي من وظيفتي، ثم استدعاني بعد ذلك وعينني وزيرا للمالية ثم وزيرا أول سنة 1992 في ظرف توجد فيه موريتانيا في أزمة سياسية وحصار اقتصادي، ولما تجاوزت كل ذلك وأراد ولد الطايع إقامة علاقات ديبلوماسية مع إسرائيل صرفني عن الوزارة الأولى لعلمه بأني لست الرجل المناسب لمثل هذه العلاقات.. لأن معاوية كان هو هو وكنت أنا أنا.
وبعد الانقلاب على معاوية استدعاني الذين انقلبوا عليه بقيادة المرحوم العقيد اعلي ولد محمد لقيادة الحكومة في ذلك الظرف الصعب، وتعرفون جميعا ما قمت به من أجل إرساء أسس حرية التعبير والديمقراطية ودولة القانون وتحسين الظروف الاقتصادية. إذ أنا كنت أخدم دولتي ولم أكن أخدم نظاما معينا.
وبعد الفترة الانتقالية عينني سيدي ولد الشيخ عبد الله سفيرا في إسبانيا ثم عينني ولد عبد العزيز سفيرا في مصر ثم مندوبا للأمم المتحدة، ولعلمي بأن السفير والوالي ليسا موظفين لنظام معين بل للدولة ككل وعليهما الالتزام بالحياد التام لم أنتسب طيلة فترتي في السفارة لأي حزب ولم أشارك في أي استقبال للرئيس، وكنت أستقبل وأنا سفير نواب المعارضة كما كنت أستقبل نواب الأغلبية لأنهم نواب للجمهورية الإسلامية الموريتانية، كما فعلت مع النواب الذين جاؤوا للتضامن مع غزة.. غزة المعروف موقفي منها لأنني من المسؤولين القلائل الذين قالوا فيها وفي القضية الفلسطينية شعرا، فمن شعري فيها:

((ﻳﺎﺭﺏ ﻏﺰﺓ ﺗﻬﻮﻱ ﻓﻮﻗﻬﺎ ﺍﻟﺤﻤﻢ
فانصر ﻋﺒﺎﺩﻙ ﻓﻴﻬﺎ ﺇﻧﻬﻢ ﻇﻠﻤﻮﺍ

 

ﺿﺎﻗﺖ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻭﻗﺪ ﺳﺪﺕ ﻣﻌﺎﺑﺮﻫﺎ
ﻭﻓﻲ ﺟﻮﺍﻧﺒﻬﺎ ﺍﻟﻨﻴﺮﺍﻥ ﺗﻀﻄﺮﻡ

ﻟﻢ ينج ﻣﻦ ﻗﺼﻔﻬﺎ ﺑﻴﺖ ﻭﻻ ﺣﺮﻡ
ﻭﻻ ﻣﻼجئ ﺑﺎﻷﻃﻔﺎﻝ ﺗﺰﺩﺣﻢ

ﺗﺼﺎﻣﻢ ﺍﻷﻫﻞ ﻋﻨﻬﻢ ﻭﺍﻟﺠﻮﺍﺭ ﻓﻠﻢ
ﺗﺸﻔﻊ ﻟﻬﻢ ﻗﺮﺑﺔ ﺗﺮﺟﻰ ﻭﻻ ﺭﺣﻢ

ﻗﺪ ﺍﺳﺘﺒﺎﺡ ﻋﺪﻭ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻴﻀﺘﻬﻢ
ﻟﻮﻻ ﺃﺳﻮﺩ ﺍﻟﺤﻤﻰ لله ﺩﺭﻫﻢُ

ﻳﻠﻘﻮﻥ ﺃﻋﺘﻰ ﺟﻴﻮﺵ ﺍﻷﺭﺽ ﻗﺎﻃﺒﺔ
ﺑﻼ ﻇﻬﻴﺮ ﻭﻣﺎ ﺯﻟﺖ ﻟﻬﻢ ﻗﺪﻡ

ﺧﺎﺿﻮﺍ ﻣﻌﺎﺭﻙ ﺣﺮﺏ ﻻﻧﻈﻴﺮ ﻟﻬﺎ
ﻫﻢ ﺍﻟﻔﻮﺍﺭﺱ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﺍﻟﺴﻼﺡ ﻫﻢ)).

من صفحة الأستاذ الصحفي/ الحسين ولد محنض


مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى