آراء وتحليلات

الناها منت مكناس تدفع ثمن نجاحاتها وصيتها الحسن

أقيمت على الوزيرة الناها منت مكناس القيامة ونعتت بأبشع النعوت، جراء أن استجابت لطلب مصافحة عابرة يفرضها عليها البروتوكول، ومقعدها كوزيرة معروفة على المستوى العالمي.

ونحن هنا لسنا بصدد إصدار فتوى بشأن هذه المسألة إذ لا يحق لنا ذلك، لكننا ننبه الجميع على أن هناك علماء كبارا من بينهم الشيخ يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، والدكتور الأستاذ بجامعة الأزهر علي جمعة وآخرون، ذهبوا إلى أن تحريم المصافحة بين الرجل والمرأة ليس على الإطلاق، ولهم على ذلك أدلتهم التي لن ندخل في تفاصيلها حتى لا نطيل بما نحن في غنى عنه، فليرجع إليها في محالها.

وحتى إذا سلمنا أن الأمر لا يجوز فلن نسلم بأنه أخف من تبييض الأموال ونهب المال العام، واستيراد الأدوية المزورة التي تفتك بهذا الشعب المسلم والمسالم، ويروح ضحيتها الكثير من أبناء هذا البلد، وهي جميعها أعمال لم ينكرها، ولم يتحدث عنها من أنكروا على الوزيرة وأقاموا عليها القيامة.

إن الأمر لم يسلم من تخطيط ساقطي السياسيين، فلم يغب عنه بعض ساستنا الفاشلين، فهي مناسبة ظنها الذين ظلوا يتربصون بالوزيرة الدوائر، فرصة ذهبية ليشنوا عليها حملة يحسبونها تحط من قدرها، لكن هيهات
فما ضر الأسود نباح كلب تصاممت الأسود عن النباح
وما ضر الجبال هبوب ريح تشامخت الجبال عن الرياح

ومما يؤكد أن الأمر وراءه من لم ترق له نجاحات الوزيرة الناها التي تحققت، وصيتها الحسن الذي تتمتع به، والاحترام الذي يقابلها به الشعب الموريتاني عموما؛ الإفراط في وصف إحدى زميلاتها بأنها تربت تربية حسنة في بيئة طيبة، والوزيرة كذلك فعلا… لكن القائمين على الحملة هذه، يرمون من وراء ذلك إلى النيل من الوزيرة الناها، من باب “شكر أجواد عيب اخْرَ”.

ويؤكد من يعرفون البيئة التي تربت فيها الوزيرة الناها، أنها امرأة محافظة عفيفة، فهي من تربت أحسن تربية في بيئة محافظة، من أسرة فضل عريقة.

فقد نشأت الوزيرة الناها في حضن أبيها فخر موريتانيا حمدي ولد مكناس، الذي عرف بمواقفه المشرفة، والذي شهد له الجميع بالأمانة والترفع عما لا يحسن على أمثاله من العظماء.

وقد عرف كذلك والده الشيخ ولد مكناس بالشجاعة والمروءة، والانتصار للمظلومين والتضحية من أجلهم، كما كان حكيما بامتياز حتى قال عنه أحد الباحثين إنه أمير بحق لو ترسخت تقاليد الإمارة بمنطقة الساحل.

في هذه البيئة تربت الناها منت مكناس فكانت تمثل المرأة الموريتانية المحافظة، والمتحلية بالعفة والبعد عن الخنى، وأكثر من يعرف ذلك هم من يقفون اليوم وراء هذه الحملة الفاشلة.


مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى