الفلك والمناخ

مخاوف من اختفاء البشر من فوق الأرض ونهاية الكون بسبب التغيرات المناخية

حين تستيقظ الدببة مبكرا من البيات وتشهد استراليا اسوأ جفاف منذ 100 عام وتضرب اعاصير متعددة فلوريدا فهل يجب ان نعتقد ان نهاية العالم قريبة..

هذا هو لب الموضوع في جدل حول الاثر الانساني على ارتفاع حرارة الكون والذي يتواجه فيه علماء يقولون ان مثل هذه الامور الشاذة علامات على نهاية وشيكة مع من يقولون انها دليل على ان مناخ الارض كان فوضويا دائما.

وبين تلك العلامات على ارتفاع الحرارة على سبيل المثال ان الجزائر شهدت الشهر الماضي اسوأ امطار ثلجية منذ 50 عاما. وستبذل 141 دولة هذا الشهر قصارى جهدها من اجل وقف الارتفاع المستمر المتوقع في حرارة الكون بتنفيذ بروتوكول كيوتو وهو اتفاقية تهدف الى كبح انبعاثات الغازات من السيارات والمصانع والتي يلقى عليها باللوم في حبس الحرارة داخل الغلاف الجوي للارض. وتقول الامم المتحدة “التعامل مع (الاحتباس الحراري) لن يكون سهلا. سيكون تجاهله اسوأ.”

لكن ليس الجميع على قناعة باهمية بروتوكول كيوتو. فقد سحب الرئيس الامريكي جورج بوش الولايات المتحدة من البروتوكول عام 2001 قائلا ان تكلفته ستكون غالية وانه يستثني على نحو خاطئ الدول النامية من تخفيضات في الانبعاثات حتى 2012 .

ويسلم بوش بأن هناك مخاطر من التغير المناخي لكنه يقول ان الامر يحتاج لمزيد من البحث مثيرا غضب حلفاء يقولون ان الوقت حان لفرض قيود على الانبعاثات على نمط اتفاق كيوتو. ويقول بيونر لومبورج مؤلف كتاب “البيئيون المتشككون” وهو دنمركي “نحن نتحدث عن انفاق ربما 150 مليار دولار سنويا على كيوتو مع فائدة ضئيلة الى حد كبير.”

وقال لومبورج انه سيكون من الافضل انفاق الاموال على مكافحة الايدز والملاريا وسوء التغذية والترويج لتجارة عالمية عادلة. ويقول كثير من علماء المناخ ان الفيضانات والعواصف وفترات الجفاف ستصبح اكثر تكرارا وان التغير المناخي هو اسوأ تهديد طويل الاجل لانظمة دعم الحياة على الارض.

ويمكن ان يؤدي ارتفاع الحرارة الى ارتفاع مستوى المحيطات لتغرق السواحل والاراضي الوطيئة في منطقة المحيط الهادي وتفرض انقراض الآف الانواع بحلول عام 2100 . لكن الدليل الدامغ ما زال مراوغا.

ومن النذر المحتملة لهذا الدليل انه في موسم الاعاصير في البحر الكاريبي العام الماضي اصبحت فلوريدا اول ولاية امريكية تضربها اربعة اعاصير في موسم واحد منذ عام 1886 . وتستيقظ الدببة في استونيا في ادفأ شتاء منذ قرنين في حدث مناخي غريب اخر.

وقال مايك مكراكن كبير العلماء في برامج التغير المناخي في معهد المناخ بواشنطن “تخيل قدرا به ماء يغلي على موقد. اذا رفعت الحرارة فلا يمكنني القول بأن كل فقاعة جاءت من الحرارة الزائدة. “لكن هناك فقاعات اكثر واكبر.” واضاف ان من الافضل التحرك الان قبل المخاطرة بمواجهة كارثة.

ومنذ بدأ اعداد سجلات لدرجات الحرارة على وجه الارض في الستينيات من القرن التاسع عشر كان عام 1998 هو ادفأ عام يليه 2002 و2003 و2004 حسب احصاءات المنظمة العالمية للارصاد الجوية التابعة للامم المتحدة.

وارتفعت حرارة سطح الارض بحوالي 0.6 درجة مئوية منذ اواخر القرن التاسع عشر حين كانت الثورة الصناعية في بدايتها في اوروبا.

وتتوقع اللجنة الحكومية للتغير المناخي والتي تضم الفي عالم وتقدم المشورة للامم المتحدة ارتفاعا اخر يتراوح بين 1.4 و5.8 درجة مئوية بحلول 2100 . وحتى ادنى التوقعات فستكون بمثابة اكبر ارتفاع على مدى قرن خلال عشرة الاف عام. لكن الدليل على تأثير بشري على المناخ ما زال اقل من ان يتجاوز مرحلة الشك المعقول.

ويعترف كثير ممن يطلق عليهم المتشككون ان ثاني اكسيد الكربون يزيد من الاحتباس الحراري لكن نماذج الامم المتحدة لما سيحدث عام 2100 تحظى بثقة بقدر ما تحظى به توقعات طقس الغد.

ويقولون ان العوامل الاخرى مثل الاختلافات في اشعاع الشمس والتراب من البراكين او غيرها من العوامل الطبيعية ربما يكون لها دور اكبر. وتحاول اللجنة الحكومية للتغير المناخي ان تضع في اعتبارها كل تلك العوامل.

ومن المقرر ان تصدر اللجنة تقريرها السنوي القادم في ابريل نيسان لكنها تحدثت في تقاريرها السابقة عن دليل متزايد على وجود تأثير بشري على الاحتباس الحراري.

ورغم ذلك لم تصدر اشارة عن واشنطن تدل على انها تميل ناحية دعم اتفاق كيوتو اذ تفضل التركيز على تقنيات نظيفة جديدة مثل الهيدروجين.

وتقول وكالة حماية البيئة ان نقاط عدم اليقين حول التغيرات المناخية مثل حجم الزيادة في الاحتباس الحراري وسرعته وآثاره ستبقى معنا ربما لعقود.

الغد 2005


مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى