آراء وتحليلات

الركب تنشر نص المقال الذي أغضب جميع الموريتانيين وتعد بنشر الردود

بلاد شنقيط مقبرة العلم والإيمان ( موريتانيا – المحاضر – مركز تكوين العلماء ) رؤية من الداخل

بسم الله الرحمن الرحيم وبعد:
فإنى أكتب إليكم من موريتانيا (بلاد شنقيط ) قبل أن أرحل عنها بأيام وقد جئت إليها على إثر ما سمعت عن علم أهلها وحفظهم ومحاضرهم حتى كاد العقل أن يطير من هول ما سمعت سيما ما جاء على لسان الشيخ محمد الحسن ولد الددو فى أكثر من برنامج تلفزيوني وقد يسر الله وجئت وعشت فيها متصلا بمشايخها طالبا فى محاضرها وما إن خالطت وتخالطت حتى بدت لى موريتانيا أخرى غير التى سمعت بها وها أنا ذا أقدم للأخوة ملاحظات حول ما رأيت عن الحياة العلمية والأخلاقية والاجتماعية وهذه تنبيهات بين يدى المقال :
1- هناك قاعدة جامعة مانعة مطردة فى أهل تلك البلاد لابد من استصحابها عند كل معلومة حتى لا يطير لبك وينخلع فؤادك مما ستقرأ وهى (( أن العالم كله يمشى فى ناحية وهذه البلاد تمشى فى ناحية أخرى )) فى الجانب العلمي والثقافي والاجتماعي والأخلاقى والحضاري وفى العادات والتقاليد حيث الشذوذ عن العالم فى كل شىء ثم هم لايشعرون فاحفظ هذا فإنه ينفعك جدا .
2 – ما كتبت هذا المقال إلا نصيحة لطلاب العلم وإبرازا للصورة كى تكون واضحة جلية ليحيا من حي عن بينه فالدين النصيحه .
3- لا يلقين أحد الملامة علينا فى ذكر الحقيقة كما هى بلا تجمل ولا تصنع فالمستشار مؤتمن وعلم الله كم كنت أتلقط الكليمات من هنا وهناك قبل السفرعلها تنير الدرب .
4- الرجا من القراء عدم المصادرة لما فى المقال لمجرد أنه مستغرب أو سُمع بخلافه فالدعوى لا تنقض بمصادرتها بل بإبطالها وإبطال دليلها فكيف بالمحسوسات؟ ولذا فلن يقبل أى حكم مالم يتسم صاحبه بالعيش والدراسة هنا مع المخالطة التامه .
5- قد يقول قائل : ما كان ينبغى قط أن تذكر المثالب والمآخذ .أقول : المقال لم يعين ولم يسم أحدا بذاته ثم إن لى فى أدب الرحلات أسوة حتى من الموريتان أنفسهم من كتب فى الرحلات ومدح وذم وما ندرى فلو كنا قد سمعنا وقرأنا بهذا قبل لما جئنا إلى هنا وتركنا الماجستير والعمل والزواج والأوطان والخلان ولا أنفقنا الآلاف فضلا عن ضياع أثمن شىء وهو العمر.
6- أعلم أنى سأقابل باللوم من قبل الأخوة الموريتانيين غير أنى على قناعة تامة بأن أهل كل بلد لا يؤخذ منهم تقييما لبلادهم البتة وإن رمت تقييما لامجاملة فيه فعليك بالأجانب فإنهم يرون مالم يره أهل البلاد .
7-إن قال قائل : إن هذه رؤية شخصية لاتنم عن الواقع فى شىء ولا أدل على ذلك من وجود الأخوة الأجانب حيث يدرسون إلى يومنا هذا .
والجواب عن الأول: نعم صحيح لو كان استنباطا ظنيا واستنتاجا عقليا أما وإن كان الأمر فى إطار الحس والمشاهدة يدركه الأعمى قبل البصير فكلا.
أما عن الأجانب فهم قسمان :أولهم من الأفارقه العجم الذين لا يحسنون اللغة العربيه إلا ماندر وهم الكثرة الكاثرة هنا فهؤلاء مساكين يعكف الواحد منهم طيلة يومه وليلته على حفظ أبيات لايدرك مراميها ولا يعرف معانيها بل ويدرس أحدهم أعلى كتاب فى النحو – عند الشناقطة – ولا يحسن تركيب الجمل فكيف نجعل وجود هؤلاء مزية يتباهى بها .
ثانيهم : العرب وهم ليسوا بالكثرة بالنسبة للعجم وجميعهم ما كانوا على دراية بالواقع ثم هم بعد قد اتفقت كلمتهم على الاكتفاء بالموجود ( عرضا وتصحيحاوفكا للمتون مع مطالعة بعض الشروح والاستعانة ببعض الأشرطة المسجلة لغير الشناقطة) ثم بعد ذهابهم للديار يعيدون دراستها كيفما أرادوا ثم هم بعد اختلفوا فى تعليل وجودهم رغم سطحية الدراسة هنا فمن قائل : إنى لا أستطيع العودة لألى أصاب بالإحباط سيما وقد علم كل من أعرف أنى حملت عصى التسيار ولن أعود إلا ومعى العلوم ومن قائل : أنا قد أنفقت الآلاف للطلب فلابد ان أرجع ولو بحفظ بعض المتون فقط نظير ما أنفقت ومن قائل : أنا قد هربت من مشاغل الحياة الدنيا ولا يعنينى ما يحدث هنا ثم هو يعكف على القراءة والحفظ ولا يدرس على أى شيخ وبعضهم يظل يدرس وقد اقتنع ظاهرا بطريقتهم مع أن صدره قد انطوى على الحقيقة والحق أنه يتحاشى نقد نفسه لا نقد الطريقه فالذى يدرس بطريقة سطحية لابد من سطحيته فكيف يبيح بهذا بعد ما درس سنوات وإلا أتهم بالفشل والغريب أن معظم من يأتى من العرب عهدهم بالعلم قريب جدا بل يأتى كثيرون ولم يفتح أحدهم كتابا قبل فى الفن الذى جاء من أجله .
والحق انى لا أرى العرب الذين يجلسون هنا إلا مساكين يضيعون أعمارهم وصحتهم ونقودهم ويجودون بالغالى والنفيس من أجل تصحيح وفك عبارات وحفظ متون فى بيئة كل أمرها شاذ عن الدنيا.
8- أعرف تماما أن بعض الأخوة لن يصدق ما سأكتب وتحديدا الغرائب والعجائب التى نادرا ما تحدث فى العالم بل بعضهالا تقع أصلا وقد يزول بك العجب أخى إن عرفت أن هذه الغرائب قد اتفق عليها كل من وطىء أرض هذه البلد خاصةالتى تتعلق بالعادات والتقاليد والأخلاق والطبائع وأنا ما جلست مع أجنبي قط إلا وقال مثل مقالى بل زيادة ،الطالب والتاجر العربي والعجمي بل والأوربي كلهم على نفس الانطباع حتى لما جلست مع سفير بلدى فى تلك البلاد باح بهذا مفصلا.
9- وقبل الشروع فى المقصود أقدم لك كلام بعض السابقين من علمائنا فى حكمهم على أهل تلك البلاد لتعلم أن المشكلة متجذرة من زمن بعيد :
قال ابن بطوطة في وصف ( إيوالاتن ) ( ويعنى ولاتن الآن وكانت المرتكزآنذاك ) : وهن :أى( النساء )أعظم شأنا من الرجال وشأن هؤلاء القوم عجيب وأمرهم غريب فأما رجالهم فلا غيرة لديهم … وأما نساؤهم فلا يحتشمن من الرجال ولا يحتجبن مع مواظبتهن على الصلوات … والنساء هنالك يكون لهن الأصدقاء والأصحاب من الرجال الأجانب وكذلك للرجال صواحب من النساء الأجنبيات ويدخل أحدهم داره فيجد امرأته ومعها صاحبها فلا ينكر ذلك .دخلت يوما على القاضي بايوالاتن بعد إذنه في الدخول فوجدت عنده امرأة صغيرة السن بديعة الحسن فلما رأيتها ارتبت وأردت الرجوع فضحكت مني ولم يدركها خجل وقال لي القاضي لم ترجع إنها صاحبتي فعجبت من شأنهما فإنه من الفقهاء الحجاج وأخبرت أنه استأذن السلطان في الحج في ذلك العام مع صاحبته لا أدري أهي هذه أم لا فلم يأذن له .دخلت يوما على أبي محمد بن يندكان المسوفي الذي قدمنا في صحتبه فوجدته قاعدا على بساط وفي وسط داره سرير مظلل عليه امرأة معها رجل قاعد وهما يتحدثان فقلت له ما هذه المرأة فقال هي زوجتي فقلت وما الرجل الذي معها فقال هو صاحبها فقلت له أترضى بهذا وأنت قد سكنت بلادنا وعرفت أمور الشرع فقال لي مصاحبة النساء للرجال عندنا على خير وحسن طريقة لا تهمة فيها ولسن كنساء بلادكم فعجبت من رعونته وانصرفت عنه فلم أعد إليه بعدها واستدعاني مرات فلم أجبه . رحلة ابن بطوطة ج: 2 ص: 776ـ777
2- ونسب إلى إلإمام السيوطى عن أهل شنقيط :
لام إملائى الحديث رجال = سعو فى الضلال سعيا حثيثا
إنما ينكر الأمالى قــــــــوم = لا يكادون يفقهون حديثا
ولهذين البيتين قصة وهى أن أحد الشناقطة واسمه اللمتوي أرسل للإمام السيوطي رسالة يستغيث فيها ويطلب منه المجىء إلى شنقيط ليعقد مجالس للتدريس والتحديث وقد جاء فيها ” إن الفقهاء فى تلك البلاد عادتهم ترك القرءان والسنه ” انظر الحاوى للفتاوى ج1 ص388فلما جاء الإمام معلما عاب عليه أهلها إملاء الحديث فى بلادهم فلما أحس الإمام بجهل أهلها وانصرافهم عن العلم والحديث ذهب عنهم وأنشد البيتين.
3- ومما هو ذائع مشهور عن الشيخ محمد الأمين الشنقيطي صاحب أضواء البيان مقولته فى موريتانيابعد ما ذهب عنها ” موريتانيا مقبرة الإيمان ”
بل إن أحد الأطباءالموريتانيين الذين درسوا فى الخارج ثم جاء إلى موريتانيا وحط عصى التسيار قال إن أصدق وصف فى أهل موريتانيا قول القائل :
شعب إذا ضرب الحذاء بوجهه = صاح الحذاء بأى ذنب أضرب.
أولا :الحياة العلميه
تتسم الحياة العلميه هنا بعدة مظاهر إليكم أهمها :
1-الدراسة هنا لا تتعدى متونا معينه درسها المشايخ ومن ثم يدرسونها الطلبه بلا شروح ولا حواش……. ففى النحو مثلا لا تجد فى المحاضر كلها شيخا درس ومن ثم يدرس شروح القطر والشذور ولا ابن عقيل ولا أوضح المسالك ولا الأشمونى ولا مغنى اللبيب ولا حتى الماكودى فضلا عن بقية المتون والشروح نعم عندهم كتاب ابن بونا قد استمد مادته من بعضها وليس شرحا بالمعنى إنما هى تعليقات وزوائد ،
وفى أصول الفقه لايعرفون إلا الورقات والمرتقى لابن عاصم ومراقى السعود ونادرا الكوكب الساطع وكلها مجردة بلا شروح ثم هم لا يعرفون طريقا للمنهاج ولا شرح الإسنوي ولا جمع الجوامع وشروحه ولا ابن الحاجب ولا الآمدي فضلا عن الغزالي وإمام الحرمين وفى البلاغة لايعرفون طريقا للتلخيص وحواشيه ولا كتب الجرجاني ولا غيره ،
وفى العقائد لا يعرفون إلا إضاءة الدجنه فقط ،
بل إن كثيرا من العلوم لا توجد برمتها أصلا إلا عملا فرديا لا يذكر مثل علم الحديث وعلم التفسير والقواعد الفقهيه والأدب العربي .
2-دراسة القرآن هنا قاصرة على الحفظ اما الأداء وأحكام التجويد العمليه فليس لهم فيها أدنى حظ فى عموم موريتانياسوى أفراد يعدوا بالأصابع حتى الشاطبيه فى علم القراءات يدرسونها نظريا بلا تطبيق ولهم أصوات سيئة جدا فى القرآن والأذان بل والغناء !!!!.
3- طريقة التدريس فى عموم موريتانيا عجيبة غريبة جدا شذوا بها عن العالم حيث يقرا الطالب عشرة أبيات على الشيخ ثم غاية ما يأتى به الشيخ مفردات أخرى للأبيات يفك بها النظم مع بعض الشواهد وذكر الخلاف إن وجد وهذا الدرس كله فى غضون دقيقتين أو خمس دقائق فقط عادة أو عشر ولا يختلف الحال بين المبتدى الذى يدرس ابن عاشر مثلا والمنتهى الذى يدرس مختصر خليل فالكل فى الوقت سواء كما لا يختلف الحال مع زحام الطلاب أو قلتهم ولو كان الطالب وحده عادة !!!!!.
3- المشايخ فى المحاضر دورهم ينتهى بانتهاء المتن فلا يجيدون الخطب والدروس والوعظ وإن أقحم نفسه فى هذا بات حاله يرثى له مقارنة بأى خطيب فى الدنيا فأغلب المشايخ هنا لا يتكلمون العربية بطلاقة وبيان مثل مشايخ الدنيا ويعكف أحدهم على دراسة النحو وتدريسه سنوات ثم إذا تكلم بالفصحى تلكىء وتأتأ ولذا يفضلون الكلام والشرح بلهجتهم التى تسمى الحسانيه ثم بعد يدعون أنها أقرب اللهجات إلى العربيه وهى لهجة ساقطة بالمرة .
4- مشايخ المحاضر فى واد والأمة فى واد إذ ليس لهم نتاج ولا نشاط يذكر على مستوى الأمة وإلا فأين مصنفاتهم وأين شروحهم وأين حواشيهم أين مشاريعهم؟ بل إنك لتعجب إن عرفت أن أكثر من تسعين بالمائة من المتون التى تدرس مستوردة ليس لهم منها نصيب فابن عاشر وصاحب الرسالة وصاحب أسهل المسالك من الديار المغاربيه وأما خليل الذين يقدسونه فأزهري وقل مثل هذا فى اللغة العربيه أكان ابن آجروم وابن عبيد ربه وابن مالك وابن هشام من شنقيط ؟ اللهم لا !!!حتى ابن بونا وهو الكتاب الوحيد الذى له ذكر مأخوذ بالنص من كتب ابن هشام والأشمونى وابن عقيل وابن مالك وغيرهم كما يذكر هووليس شرحا بالمعنى إنما تعليقات وزوائد وممن شهر بالتأليف على المنظومات من المعاصرين منهم الشيخ محمد الحسن آل خاديم شيخ التيسير إلا أن جميع شروحه بلااستثناء لا إبداع فيها البتة وينقل عن القدامى بالصفحات تلو الصفحات بلا أى تصرف ولا تنبيه إن قلت ذلك قالوا ألفنا مئات المنظومات وهذا لعمرى عجيب وما الإبداع فى منظوم قد سبق بمئات أفضل منه وتلقته الأمة بالقبول وقامت على خدمته القرون أنترك كل هذا لمنظومات معاصرين أغلبها لا وزن لها وهى محض حمير يركبها الشعراء كما قيل الرجز حمار الشعراء.
5-مشايخ شنقيط لا إلمام لديهم بالنوازل والقضايا الفقيهة المعاصرة فضلا عن الفكرية وأذكر أنه قد سثل شيخ محضرة شهير يعد من أعلم أهل البلاد عن مسألة فقهية مستجدة يسيرة جدا فقال لم يذكرها خليل ويعنى بذلك صاحب المختصر القديم فى المذهب المالكى !!!!ولا يحتجن أحد علينا بالشيخ ابن بيه ولا صاحب أضواء البيان ولا حتى الشيخ الددو وغيرهم ممن خرج وخالط المشارقة والمغاربة ودرس دراسة جديدة وطالع الشروح والحواشى فكان لهم نتاج خاص وإلا فمن أين جاء الشيخ ابن بيه بالمقاصد والتجديد والترشيد ؟ وهل تعلم الشيخ محمد الأمين التفسير وعلومه وروضة الناظر وأدب البحث والمناظره فى بلاده ؟ اللهم لا وأين تعلم الددو الحديث والتفسير والقضايا النازلة التى يدندن بها فى الفضائيات ليل نهار ؟ !!.
6- الطلاب الموريتان بل وأغلب المشايخ لا يرجعون للشروح ولا الحواشى عادة بل يكتفون بالقليل من التعليقات التى يذكرها الشيخ إملاءا ومن ثم يعكف على حفظها إن حفظ بفهم أو بدون فهم ويعكف عليها تدريسا طيلة عمره ومن ثم أبعدوا أنفسهم عن كتب القدامى بشروحها وحواشيها وتقريراتها شيئا فشيئا حتى صارت أغلبها مهجورة فى الدرس والمذاكرة.
7-تكثر العطل والإجازات فى المحاضر خاصة المتميزة منها عندهم والتى يتمركز فيها أغلب العرب فمن نصف شعبان إلى آخر شوال عطلة وأكثر من نصف شهر فى عيد الأضحى وشهر المولد النبوي كاملا عطلة إلا أن بعضها لا تتعطل قط ولاكنها قاصرة على بعض الفنون وغالبا مايدرس الطالب ألفية واحدة فقط فى العام الواحد إن جد وشمروقد يجمع معها بعض المتون الصغيرة.
8-العلم فى موريتانيا وكذا التعبد وإن شئت فقل الدين يضبطه شىء واحد وهو العادة فأهل العلم والطلاب وأئمة المساجد لافرق بينهم وبين العامة فالطبائع والأخلاق والآداب العامة والتفكير والعادات يشتركون فيها جميعا إلا القليل فمثلا كثيرجدا من أهل العلم هنا من مشايخ وطلبة لا غيرة لديهم زوجاتهم يدخل عليهن الرجال الأجانب من الموريتان والعرب وهن مطروحات على ظهورهن وبطونهن ثم تنظر إلى الشيخ مستنكرا متعجبا فلا تجد عنده أدنى عضاضة بل لو كلمته فى ذلك يقول عادى هذه عادتنا، نحن الموريتان كالأسرة الواحدة وكثيرا ما يدرس الطلاب وهن على تلك الحالة وهو كذلك يدخل على محارم غيره من أهل بلده ويدوم الحديث ساعات وهم على هذه الحال وطبعا لا تحدث عن الستر والعفاف . وإن انتقلت إلى عادة أخرى تجد المشايخ لا يجسلون جلسة المدرسين ألبتة كما فى العالم عند التدريس وعدمه بل تراه وهويشرح الدروس متكئا تارة وواضعا رجله على رجل أخرى نائما على ظهره مادا رجليه إلى فوق تارة نائما على بطنه رافعا رجليه من خلف ظهره أخرى تبدو عورته تارة مستترة أخرى وهذا فى عموم البلاد حتى المفتى وهويسجل فى التلفاز يكون متكئا جدا على هيئة النائم أما إن ذكرت البول فى الطرقات فحدث ولا حرج نعم بعضهم تركه فى الفترة الأخيرة إلا أن هذه الظاهرة ما تزال شائعة بين المشايخ وطلاب العلم والوجهاء بل وفى أسناء شرح الدروس بجوار الحلقة والمسجد، تارة يتنظف بالماء وتارة يتمسح بسرواله.
وأما صلاتهم فيكثر فيها الالتفات والحركة المفرطة وسرعة تضاهى نقر الديكة وكل ما سأقصه عليك فى الجانب الاجتماعى والأخلاقى بعد قليل يشترك فيه العالم والجاهل إلا القليل ممن رحم ربى ولا حول ولا قوة إلا بالله .
اما طلاب العلم من الموريتان فتربت يداك التدخين ينتشر بينهم انتشار النار فى الهشيم سماع الغناء ومشاهدة المسلسلات متى تيسر ذلك هو الأصل بل وأعرف بعض المحاضر من يمارس فيها بعض الطلاب اللواط وقد رؤى هذا بالعين وما شهدنا إلا بما علمنا فأين صيانة العلم والدين ؟!!!!!وكل ذلك بسبب أنه لاتلازم عندهم بين العلم والتدين فالعادة هى الحاكمة .
9- الكساد الإيمانى والأخلاقى منتشر بين الطلاب الأجانب فهم دائمو الشكوى من مشكلة ضعف الإيمان الذى أصابهم لما سكنوا هذه البلاد وهذا أمر طبعى لأن مهيجات الإيمان هنا منعدمة تماما فلا خطيب مؤثر يأخذ بالألباب ولا إمام يصلى بك يدمعك ولاقراءة تدخل القلب ولا طمـأنينة وخشوع فى المساجد وفى الصلوات بل تشعر أنك تمارس رياضة الصباح ووالله إنها لأسوأ حالا من الرياضة ولا سكينة تحسها فى وقت الدروس ولا فئة من أهل البلاد تعينك على الثبات حتى فى رمضان شهر التقوى كل مظاهره المعروفة منعدمة وكذلك الأعياد لا تشعر لحظة أنك فى رمضان أو فى عيد بل حتى مظاهر البهجة والاحتفال والتهنئة فإن هنأت واحدا منهم فى العيد أو فى رمضان تعجب جداإلا بعض من خالط العرب مثل ما تراه على المواقع والإعلام مثلا من بعضهم وكذلك إدخال السرور ولبس الجديد والتزاور وانتشار السلع وفتح المتاجر والزحام حتى التكبير قبل صلاة العيد فى الخلاء كله منعدم تماما ووالله كدت أجن لما مر علي رمضان والعيد هنا .
10- أما إن تكلمنا عن مصير التبرعات التى تأتى إلى المحاضر من دول الخليج فهذا مما يندى له الجبين آلاف وآلاف تأتى باسم الطلاب الأجانب ولا يعرف الطلاب عنها شيئا وهذا يعرفه كل ذى دراية بالمحاضر وأحوالها نعم بعض المحاضر عادلة نظيفة وبعضها مليئة بمن يأكلون الحرام باسم الطلبة ولا يراعون حق الله وحقوق العباد ولتحسين الصورة ينال الطلاب منها كل مدة لماما ولا يقتصر الأمر على الأموال فحسب بل الكتب أيضا ، تذهب إلى بعض المحاضر فتجد مكتبة خاصة بالشيخ مكتوب على كتبها توزع على طلاب العلم مجانا والوقائع كثيرة مشهورة مستفيضة فإلى الله المشتكى .
11- قبل أن أنسى فالمشايخ هنا لا أسانيد لديهم فيما يدرسون من متون بل يكتفى المشايخ بتدريس الكتب فقط وقد يدرسون كتبا لم يقرأوها على أحد البتة إلا أن قليلا جدا معه بعض الإجازات بالعامة تحصل عليها فى الأسفار وأعرف بعض المشايخ هنا يعطى إجازة بلا أى أسانيد هكذا اعتمادا على شهرته.
وقفة مع مركز تكوين العلماء :
قد قرأت عن المركز قبل سفرى فى موقع المركز على النت فوجدت الكلام جامعا مانعا رفيع المستوى إدارة ومنهجا وفكرا فقلت حينها هذا المرتجى وعلى وجه السرعة خاطبت المسؤلين وأنا فى بلادى وقد رحبوا جدا وعلى هذا سافرت فإن تيسر وإلا فالمحاضر موجودة وما إن وصلت إلى المركز وقابلت المسؤلين وعرفته عن كثب وأنا مستحضر الحبك التنظيري الذى سطر فى الموقع سقط فى يدى وندمت ندامة الكسعي وقلت إنا لله أسمع جعجعة ولا أرى طحنا،
عاينت الفصول الدراسية واستمعت للمشيخة وهم يشرحون وتاملت الطلاب وهم يجلسون
أما المشايخ فقد أعلنوا فى الموقع عن صفاتهم وكلها ترجع إلى التضلع فى العلم من حيث تلقى علوم المحاضر العتيقة على مشيخة متقنين وإلى الحصول على أعلى الشهادات الأكاديمية من ماجستير ودكتواراه وبذا يكون سابقا لعصره .
أما الشرط الأول وهو التضلع فما وجدته بل وجدت مشايخ يدرسون بطريقة عادية تفسيرا للمفردات وفكا للرموز ورؤس أقلام وكثيرا من الكتب لم يدرسونها على المشايخ إكتفاءابدراستهم لمتون أخرى فى الفن وهذا يتنافى مع ما أعلن ففى النحو مثلا يتولى أمر تدريسه فى كل مراحل المركز شيخ شاب ليس له رقم معروف عند أهل البلد وهو يدرس أوضح المسالك وغيره من الكتب ولم يقرأه فى حياته على شيخ وقل مثل هذا فى الذى يدرس الحديث وعلى ذلك فقس بقية الفنون بل إن أغلب مشايخ البلاد رفضوا التدريس فى المركز حيث ينظرون إليه نظرة ليست بالجيدة ولقد قابلت طالبا قديما كان عند الشيخ محمد سالم ولد عدود وقد سأله طالب أألتحق بالمركز فقال له الشيخ : لا تضيع وقتك !!! ولمن لايعرف فالشيخ عدود هو شيخ الددو وخاله وهو من ساعده فى افتتاح المركز وكان يلقى المحاضرات فيه !!!!!
أما شرط الماجستير والدكتوراه فلم يتحصل عليه الجميع .
اما الطلاب فمعظمهم يحفظ بفهم أو بدون فهم ثم بعد ذلك ينسى أغلبه تجد الطالب فى الفصل أثناء شرح الشيخ رافعا رجله فوق المقعد وآخر يضع رجلا على رجل وآخر ساه وآخر لاه وما على الأستاذ إلا إلقاء ما عنده فهم الطالب أما لا.
ولما نزلت لأماكن إيواء الطلاب وجدت غرفا صغيرة فيها فرش ملقاة على الأرض ينام عليها الطلاب من 3-4 فى كل غرفه ومن العجب أنى رأيت أحد الطلاب نائما والدروس تلقى فى الفصول ودخلت المطبخ ومكان الطعام فلم يعجبنى حقيقة وقد عرفت بعد ذلك أن بعض من الطلاب مرضوا من طعامهم فأصبحوا لا يأكلون منه ألبتة
وكان مما أعلن على الموقع جدولا تربويا ودعويا وفكريا صارما وللأسف لا يطبق كما أباح لى بعض المسؤلين هناك حيث قال: نحاول ونجتهد !!!!!!
الحاصل أن الانطباع الذى خرجت به عن المركز سىء وهو فى نمطه لا يخرج عن كونه مدرسة عادية فقررت من توى قبل الخروج من المركز ألا ألتحق به ؛
إذ أنه يختلف جذريا عن ما أعلنوه فى الموقع وعلى لسان الشيخ الددو فى الفضائيات وقد صاحبت بعد ذلك طالبا ظل فى المركز ثلاث سنوات ثم خرج منه فقلت لماذا ؟ فقال قد خرجت أنا ومن قبلى أكثر من عشرين طالبا هذه الشهور بعد ما ضيعنا من العمر سنوات وفى المركز من الطلبة من هو غير راض بالمرة عن أوضاعه .
ومن العجاب أن دور الشيخ الددو نفسه لايتعدى التسويق للمركز فى الفضائيات ودول الخليج لأجل التبرعات ثم اجتماع يعقد كل مدة مع مجلس الإدارى لا يخرج عن كونه نظريا ولا أدل على هذا من واقعة حدثت مع طالب بالمركز فقال : إن الشيخ الددو قد زار أبى فى بيتنا ( وأبى من الوجهاء فى البلد ) وما كان يعرف الشيخ الددو أنى طالب بالمركز فلما عرف كلمنى بكلام عن المركز وسألنى أسئلة تنم عن عدم درايته عن أحواله الداخلية من كل وجه !!!!
أما كلام الشيخ الددو عن المحاضر وعلوم الشناقطة فى الفضائيات فما أدرى أهو يتكلم عن موريتانيا أخرى غير التى عشنا فيها وفى محاضرها وسط مشايخها أم أن هذا محض مبالغات وتدليس ؟!!!!
تكلم حفظه الله عن نساء بالمئات يحفظن مختصر العلامة خليل وهو أعلى متن فى المذهب المالكي وعلم الله مافى واحدة الآن على ظهر موريتانيا تحفظ عشره ،
تكلم عن نساء عالمات بالنحو والشعر ويتسمن بالموسوعية العلميه فى الفنون !!!ولورحت أقص أحوال الجهل المنتشر بين النسوة هنا لبلغت مجلدات واسألوا مشايخ المحاضر ،
تكلم عن مشايخ يحفظون البخاري ومسلما والموطأ وبقية الكتب التسعة وعلم الله ما فى واحد على ظهر موريتانيا الآن يحفظهم ولابعضهم ،
تكلم عن مشايخ يدرسون فتح الباري لابن حجر وأحكام القرآن لابن العربي وشروح الكتب الستة !! وعلم الله مافى واحد من مشايخ موريتانياالآن درس ولادرس هذه الكتب ولا واحد منها هنا وتكلم وتكلم وما أدرى من أين جاء بهذا الكلام حفظه الله بل إن المشايخ الذين جاوزا الثمانين هنا حين سمعوا بكلامه تعجبوا جدا !! أما الشيخ النووي وهوشيخ محضرة لما بلغه ما يقوله الشيخ الددو قال :- لوفد من قطر من رجال الأعمال فى حضرة الشيخ الددو – أغلب ما يقوله الشيخ كذب محض فسكت الشيخ الددو وما نطق بكلمة .
وكل الأجانب الذين هم هنا أتوا على إثر كلام الددو ولاكن ما إن حطوا الرحل فى البلاد عرفوا أن الأمر محض مبالغة وتدليس وحسبنا الله ونعم الوكيل .
أحوال المساجد فى شنقيط:
اتسمت المساجد فى تلك البلاد جميعها بعجائب وغرائب شذت بها عن العالم وتلك مظاهرها :
1- البلية فى هذه الغرائب ليست فى مطلق وجودها بل فى عمومها وانتشارها وكثرتها فى الشيخ والعامي والرجل والمرأة الصغير والكبيرحتى وصل الامر إلى تفضيل الصلاة فى البيوت لدى كثير من الطلاب الأجانب فهذا يدفعك بكتفه وهذا يجلس على رجلك وهذا يدخل وقد اسوت الصفوف وبدأ الجميع فى الصلاة فيدفع الاثنين ويقف بينهما عنوة وهذا يصلى بلا سروال وهذا يبصق وهذا يتجشأ وهذا يتفل فى يده ثم يدخلها تحت إبطيه ليغسل بتفله موضه الشعر والآخر يفعل نفس الفعل على صدره أما نتن عرقهم فيا حفيظ حتى باتت الصلاة فى مساجدهم معاناة بمعنى الكلمة أما يوم الجمعة فحدث ولاحرج حماقات وحماقات .
2- الصلاة فيها جماعة وفرادى أسرع من نقر الديكة فهم قد حطموا كل الأرقام القياسية فى السرعة اما فى التراويح فشىء لايوصف .
3- الالتفات فى الصلاة هنا هو الأصل وكذلك الحركة المفرطة .
4- الموسوسون عندهم بالمئات سيما فى البوادى تجده فى القراءة وفى الوضوء والغسل بعضهم يبقى ساعة وهو يحاول الوضوء أما التكبير للدخول فى الصلاة فهذا عجاب يظل الواحد يحاول التكبير وهو يعيده حتى تنقضى الركعة الاولى وأكثرهم يكبر بصوت مرتفع جدا جدا مثل صوت المؤذن هروبا من الوسواس فتجد المصلين اثناء التكبير كأنهم فى مظاهرة بل إن بعضهم ليتعجب جدا من خلو الوسواس فى الطلاب الأجانب وهو يقول كيف ذلك ؟!!!!
5-أما إن تكلمت عن الأوساخ والروائح الكريهة ونتن العرق وامتلاء المسجد بالتراب والرمال فحدث ولا حرج ولقد أقامت المغرب وبلاد الحرمين مسجدين فى العاصفة ( العاصمة ) على أحسن ما يكون من الفخامة والزخرفة والاتساع وقد تكلف البناء ملايين كثيرة ولاكن هيهات سرعان ماخربا ووسخا وبات حالهما يرثى له فتجد العشرات يدخل أحدهم المسجد أولا لخطوات ثم يخلع نعليه وقد لا يخلعهما إلا فى الصف الأول .
6- فى كل مسجد أحجار صغيرة يتيممون منها مع وجود الماء بلا أدنى عذر ولا مرض ولا شىء حتى فى دنيا الناس خارج المساجد لما يريد أحدهم الصلاة فهو مخير بين الماء والتيمم 7-أما ثالثة الأسافي فهى أحوال الخطبة والخطباء شىء تضحك منه الثكلى ويقف له شعر الأقرع فالخطبة هنا فى العادة ما تكون دقيقتان أوخمس وإن زاد الخطيب إلى الربع فتلك لا يقاس عليها مثل خطبة المفتى التى تبث على التلفزة والأعجب من هذا أنهم لا يتطرقون إلى الأمراض الدينية والأخلاقية والاجتماعية والسياسية فى المجتمع ألبتة اللهم مأساة !!!
أما أن تجد خطيبا مؤثرا يأخذ بلبك أو على الأقل عنده أدنى صفات الخطيب العادى كما فى العالم فهيهات ففى موريتانيا كلها تعجز أن تعد خطباء بالمعنى على أصابع اليد الواحد ولامبالغة فما راء كمن سمع .
8- مواعيد الأذان فى البلاد ليست واحدة بل غير منضبطة هذا يؤذن بعد الصلاة فى المسجد الآخروهذا قبلها وهكذا حتى فى البادية الصغيرةكل مسجد له موعد وهذا مشكل كبير خاصة فى رمضان .
ثانيا :الجانب الاجتماعي
قد أجملت لك أهم ملامح المجتمع فى عدة نقاط إليك أهمها :
1- ماإن تنزل من الطائرة وتدخل فى المطار الدولى للبلد يتملكك شعور مفعم بالعجب ألا وهو أنك قد دخلت آلة الزمن وعادت بك إلى العصور الوسطى الظلامية فالمطار برمته لا يصلح موقفا للدراجات شىء لا يصدق هذه نواكشوط التى أسمع عنها ثم تصاب بالألم من هول ما ترى ومن ثم تحتاج الخلاء لتقضى الحاجه فيقول لك الأمن بسم الله ويعطيك قارورة صغيرة فيها ماء ويشير إلي أى زاوية بجوار حائط يعنى تبول هناك !!!!!!! الله أكبر اول القصيدة فسق
فإن خالطت الناس وعشت معهم بعد تجد نمطا من الحياة كنت تقرأ عنه فى الكتب قديما وأنصف وصف لتك العاصفة ( العاصمة ) أنها لا توازى برمتها قرية من القرى ولا نجع من النجوع مع أنى تعايشت فى أفخم الأحياء عندهم أوساخ هنا وبول هناك وعشوائية وخلل ومبانى كالعشش رمال فى رمال وأكبر أسواقهم لا يصل سوقا للماشية فى أى دولة متأخرة من دول العالم الثالث أما خارج تلك النجع الصغير ( العاصفة ) فعالم يعيش فى صحراء قاحلة مكفهرة إن فى الخيام أو فى شىء يشبهها من المبانى وأغلبها مسقف بألواح الصفائح عالم من البشر لباسه غريب وأكله غريب وثقافته غريبه أغرب من الخيال ولا دراية لديهم ألبتة بحضارات العالم إلا من خرج منهم تحكى لبعضهم عن وجود ناطحات سحاب فلا يصدق وعن وجود قطار بالكهرباء يمر من أنفاق تحت المياه فيصرخ من الهول ويقول ياالله ولا تبتل ثيابهم ومع هذا ينظرون إلى نواكشوط على أنها أم العالم وغاية الغايات وأم الحضارة !!! حتى إنهم يفتخرون بها جدا على الأجانب ويقول بعضهم هل عند كم سيارات هل عندكم أرزا هل عندكم بيوتا تبلغ سبع طوابق مثل بعض المبانى فى نواكشوط وبعضهم يقول عن مطار نواكشوط إنه أفخم مطار فى العالم وهذى طبيعة فى كل موريتانى المبالغة والفخر الشديد برغم تخلفهم حتى المشايخ يفخمون النملة حتى تظنها فيلا !!!!!!!!!!!!!!!!
أذكر ان أحد الأخوة صنع لبعض الجيران شيئا من الشيكولاته كان قد اصطحبها معه من بلده ثم مر عليهم بعد مدة فوجدهم يلتفون حولها متأملين متعجبين فصاح عليهم لم لم تأكلونها فقالوا متعجبين أيش !!! وهل تؤكل ؟ فقال ضاحكا وما ظننتموها ؟ قالوا والله ظنناها طلاءا أو دهانا تدهن به الأخشاب والأبواب فسقط الأخ من الضحك .
وهم لما ينظروا إلى التلفاز وتأتى مشاهد وأماكن عالمية يظنونها محض تمثيل وخيال فقط والكلام يطول فى هذا الجانب .
2- المجتمع هنا قائم على العنصرية والطبقية رغم بداوتهم وتخلفهم وبالبرغم من تحرير العبيد إلا أنهم مازالوا على عنصريتهم الأولى تدخل مصلحة حكومية فتجد صفا للبيض ( وطبعا ليس بياضا بالمعنى المعروف ) وصفا للأخوة أصحاب البشرة السمراء أو يوما لهؤلاء ويوما لهؤلاء،البيض لا يشاركون السود فى أفراحهم وأتراحهم إلا نادرا هذه القبيلة لاتتزوج من تلك وفى المحضرة التى كنت فيها تجد خط مياه للبيض وخطا للسود وكل بيت من القبيله عادة ما يكون فيه أسرة من الموالى للقبيلة يقومون على خدمة البيض نظير الطعام والمنام فإن سألت لم هذا قالوا هم لا يريدون الرحيل وطبعا لا يريدون وماذا يفعل هؤلاء المساكين بعد ما حطموا طيلة عمرهم فلا عائلة ولا شوكة ولا مأوى ولا عمل ولا تعليم حتى صارت الذلة لهم مأوى
ورغم تحريم القانون للرق إلا أنه مازال يمارس إلى يوما هذاوإن كان قليلا وأعرف شيخ طريقة بعينه مازالت النساء تهدى له إلى الآن تبركا .
3-الطلاق فى شنقيط هو الأصل فى العلاقة بين الرجل والمرأة فما من بيت إلا وتجد فيه مطلقة أوأكثر وتجد النساء هنا تتزوج مرات ومرات قد تصل إلى العشرين وأكثر بلا أدنى مشكلة إذ ليس هنا قانون ينظم هذه الأمور الأسريه فالزواج والطلاق لايزال بلا أى عقد موثق بل باللفظ فقط والمرأة هنا هى من تتولى شؤن زواجها على الحقيقة ولذا يكثر بشدة الزواج السري والمؤقت بل والزنى عياذا بالله تعالى .
4-الشعب الموريتانى أرفع ما قيل فى أصوله وجذوره أن 60% من تعداده بربر ليسوا بعرب والباقى لهم أصول عربية ومع ذلك يغضبون جدا إن ذكروا بهذا مع أن التحقيق أنهم جميعا بلااستثناء ببربر لا يمتون للعروبة بصلة وتحت يدى الآن دراسة ضخمة حول هذا الموضوع ولاكنه التشبع بالزور نعم البربرية ليست بعيب ولاكن ادعاء ماليس للإنسان زوز وبهتان ولعنة – بل وتدعى قبائل كثيرة منهم أنهم أشراف – زعمو-وقد أفاد بعض نسابى موريتانيا قبل غيره أن كل من يدعى النسب الشريف فى موريتانيا فهو كاذب والذى يخالط الموريتانيين عالمهم وجاهلهم يجد أنهم فى تضاد تماما مع أعراف العروبة وأخلاقها فضلا عن الأشرفية .
5- الشعب الموريتانى لايزرع ولا يصنع ولا عندهم تعليم يذكر فضلا عن الطب والتخصصات الفنية ولا من صفاته العمل والنشاط حتى الحرف والأعمال الأساسية والفرعية والمحلات الكبرى والمتاجر وحركة التجارة وخلافه كل القائمين عليها من جنسيات غير موريتانية كل شىء هنا من الألف إلى الياء مستورد ولذا تجد الأسعار هنا ضعف ما عليه الدول العربية فى كل شىء تقريبا بل والفرق فى الكثير بالأضعاف على عكس ما يظن الجائى .
5-المرأة الموريتانية هى الحاكمة المهيمنة على كل الأمور هى الآمرة والناهية والمطاعة والمتصرفة بشكل معدوم النظير حتى فى الأمور الحياتية فالكلام معها والاتفاق معها بالرغم من وجود الزوج إن رمت خطبة فتاة فلن ترى للأب أى دور سوى إمضاء ما تقوله المرأة بل إنك لن تراه أبدأ من أول الأمر إلى نهايته فليس عليها أى رقيب ولا يستطيع زوجها كائنا من كان أن يحاسبها من أين جئت ولماذا خرجت فضلا عن ضربها فهذا مستحيل الوجود وإلا كان مصيره الطلاق .
وقد قسم أحد الباحثين المجتمع الموريتاني إلى أربع طبقات الأولى :الملك وهى المرأة والثانية : الوزير وهو الابن والثالثة : الخادم وهو الزوج والرابعة : الميت وهو الأسود .
6- المرأة الموريتانية لا دخل لها فى أى شىء من شؤن الخدمة فى البيت فلا تطبخ ولا تغسل ولاتنظف حتى ملابسها الداخلية تدفعها لأى رجل أسود أو امرأة تتولى نظافتها وكذلك تربية الأولاد فيجد الرجل نفسه بين خيارين إما أن يحضر خادما من السود وإما ان يخدم نفسه ويطبخ لنفسه أما هى فلا عليها إلا النوم على البطون والأكل من الصحون.
7-كل ما مر من مظاهر الجانب الاجتماعي يشترك فيه المشايخ والعامة على السواء المثقف والجاهل والمراة والرجل .
ثالثا : الجانب الأخلاقي :
1- المجتمع الموريتاني تسوده أخلاق وسلوك فى غاية الشذوذ وليست الكارثة فى وجودها فقط بل فى عمومها وشمولها لكل الطبقات والفئات فكل ما سأذكره يشترك فيه المشايخ والعامة والمثقف والجاهل والرجال والنساء حتى صاروا نسخة واحدة مكررة إلا قلة ممن رحم ربى
2- فاول ما تسمعه منهم شنقيط أهل الكرم تسمعها هنا كثيرا وما إن تخالط الناس على كافة طوائفهم حتى تصاب بالحسرة من شدة الضن والحب المفرط للأموال بل وإن استطاعوا أن ينهشوا لحمك لفعلواجشع وطمع وعبودية للأموال من شغاف القلوب رهيب جدا جدا واسألوا أهل الذكر .
3- ومن الأخلاق السائدة فى هذا المجتمع جدا المكر والمداراة وهما من أكثر الصفات شيوعا فى المجتمع الموريتاني فربما أخذك العجب من أول وهلة من كثرة الترحاب والتحيات والسلامات وحسن الاستقبال ولاكن سرعان ما تصاب بويلات هذا الداء أعنى المكر فالرجل أمامك بوجه وخلفك بوجه ولا يواجهك بما فى قبله أبدا ومهما فعلت معه ولو ضربته فيظن الرائى أنه محض تسامح وحلم ولاكنه ينطوى على مكر ودهاء ومداراة وأذكر قبل مجيئى بأيام إلى هنا وقد كلمت أحد المشايخ الكبار عن السفر فقال لى لا تفعل قلت: لماذا قال إننى أبغض هؤلاء القوم قلت هم أهل علم وزهادة فضحك ثم قال أهل مكر وكسل فلما وصلت أرسلت إليه أن صدقت كلمتك وزيادة.
4- الغيرة هنا منعدمة تماما فالنساء نائمات فى كل مكان تقع عليها عينك فى البيوت وخارجها فى الأسواق وفى المحلات فى الشوارع وعلى النواصي وبجوارهم الشيخ يشرح الدروس حتى فى السيارات المرأة تمد رجليها من نافذة السيارة وزوجها يسوق ولا تحدثنى عن الستر والعفاف فلباس النسوة هنا لا يمنحك ولا يمنعك .
5-أماالبول فى الشوارع وأمام المساجد وعلى أبوابها وبجوار مجالس القوم وفى أى مكان تتخيله فهو أسهل من التنفس وأغلب العلماء والوجهاء فعله ولا ير به بأسا والرجال والنساء سواء فى هذا ترى المرأة توقف سيارة ثم تقول له انتظر فإذ بها تستدير لتبول أمام السيارة وقد يبدومنها المستور وقد لايبدو قد تتنظف وهذا فى النادر وقد لا تبالى .
6- الستروالحجاب فى البلاد الموريتانيه غريب جدا ونادر ندرة الذئبق الأحمر وتمشى المراة متسترة وعارية تارة وكثيرا ما يبدو منها العضد والصدر والساقان بل والجنب وكل هذا قد لايفعل فسقا إنما عادة غالبا.
7- حياءالنساء فى موريتانيا معدوم فالمرأة تفعل ما بدا لها بلا أى غضاضه فتصاحب هذا وتتكلم مع هذا وتخرج وتدخل ولا يستطيع الأب أن يتحكم فى هذا وتعرض الزواج على أى أحد يعجبها فى الطريق من الأجانب والموريتان على السواء وكل طالب هنا عنده قصص وحكايات حدثت معه حتى كاتب هذه السطور .
8-وقديقول قائل لماذا تنكر على الموريتان تلك الظواهر السلبيه مع أن الفسق والفجور قد عم البلاد الإسلاميه قاطبة ؟ أقول إن اللوم ليس على وجود الفسق وحده بل فى عمومه وشيوعه إلى حد يصل إلى اشتراك العالم والجاهل والغنى والفقير والرجل والمرأة بخلاف بقية الدول الفاسق معروف والملتزم معروف أما هنا فلاتمايز فالعادة هى القانون فتجد المرأة تصلى وقد تحفظ القرآن وتتلبس بهذه الأخلاق تمسك السبحة تسبح وهى نائمة على ظهرها تدخل بيوت المشايخ فتجد كل ما حكينا عنه مشاهد ومعاين وقد أشار ابن بطوطه إلى هذا بلمحة دقيقة فقال متعجبا ( مع محافظتهن على الصلوات – وهو من الفقهاء الحجاج ) نعم أقول إن كل هذه السلوكيات أغلبها لا تفعل هنا من قبيل الفسق والفجور وإنما من قبل العادة ولذا المجتمع كله بكافة طبقاته يقبلها وليست عنده إلا من قبيل العادات ولاكن هذا لا يخرجها عن كونها سلوكيات شاذة .
9- القذر والوسخ فى كل ناحية وزاوية فى المأكل والمشرب والملبس فى الشوارع والبيوت والمساجد أغلب البشر لهم رائحة كريهة جدا وعنايتهم بالنظافة منعدمة حتى أكثر نسائهم رائحتهن منتنه يتمخطون فى أى مكان وزمان وفى حضرة أى احد كائنا من كان الجشاء بصوت كأصوات الأنعام مثل النفس والرجال والنساء فى هذا سواء ماذا أقول لك عن قوم يقضون الحاجة فى الشوارع ثم يتمسحون فى سراويلهم لو رأيتهم يأكلون بأكفهم والأكل يتدلى من أفواههم ومن بين أصابعهم لما ظننت أبدا أن هؤلاء بشرا وإن كانوا من علية القوم ومشايخهم.
ويشهد الله انى لم أر شعبا فى حياتى شاذا علميا وثقافيا وإيمانيا وفكريا واجتماعيا وسلوكيا وحضاريا مثل شذوذ وسوء هذا الشعب ولا أظنى أجد شعبا يشبههم البتة


مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى